نسبة الشفاء من مرض كرون أمرًا يشغل بال الكثير من المرضى، حيث يحتاج هذا المرض إلى المتابعة المستمرة مع الطبيب واتباع كورس علاج متكامل يتم تحديده حسب كل حالة.
وقبل التعرف على نسبة الشفاء من مرض كرون، فلا بد أولاً من الإطلاع على أسبابه وأعراضه والعوامل التي تساهم في الإصابة به.
ما هو مرض كرون؟
مرض كرون (Crohn’s disease) واحد من أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD). الذي يسبب التهابات في الجهاز الهضمي ينتج عنها آلام في البطن وإسهال شديد وإرهاق وفقدان الوزن وسوء التغذية، وربما يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات تهدد الحياة.
أعراض مرض كرون
تتنوع علامات وأعراض الإصابة بمرض كرون بين خفيفة إلى شديدة، وعادة ما تتطور بشكل تدريجي، ولكن في بعض الأحيان تظهر فجأة دون سابق إنذار، و قد لا تظهر أي أعراض لفترة من الوقت، ثم تعاود الظهور مجددًا.
وهناك بعض العلامات التي تظهر عند تطور المرض، أبرزها:
- الإسهال.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالإعياء والارهاق.
- آلام وتشنجات في البطن.
- وجود دم في البراز.
- ظهور تقرحات في الفم.
- قلة الشهية.
- فقدان الوزن.
- الشعور بألم أو تصريف بالقرب من فتحة الشرج أو حولها بسبب التهاب الناسور.
وعند تفاقم وتطور الحالة، يمكن أن تظهر الأعراض التالية:
- التهاب الجلد والعينين والمفاصل.
- التهاب الكبد أو القنوات الصفراوية.
- حصوات الكلى.
- أنيميا نقص الحديد أو فقر الدم.. لمعرفة المزيد عن الحالة اضغط هنا
- تأخر النمو عند الأطفال.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب المتابعة مع الطبيب المتخصص عند حدوث تغيرات مستمرة في حركة الأمعاء أو ظهور أي من العلامات الواضحة، مثل:
- ألم وتقلصات في البطن.
- ملاحظة نزول دم في البراز.
- القيء والغثيان.
- الإسهال المستمر الذي لا يستجيب للأدوية تمامًا.
- الإصابة بحمى غير مبررة تستمر لأكثر من يوم أو يومين.
- فقدان الوزن فجأة.
أسباب مرض كرون
جهاز المناعة
من الممكن أن يتسبب جهاز المناعة في الإصابة بمرض كرون، فعندما يحاول محاربة أي فيروس أو بكتيريا أو غيرهم الكائنات الحية الدقيقة التي تدخل الجسم، ربما تؤدي الاستجابة المناعية غير الطبيعية إلى مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا في الجهاز الهضمي أيضًا.
العوامل الوراثية
في حال إصابة أحد أفراد العائلة بمرض كرون، يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة أيضًا، حيث يمكن أن تلعب الجينات دورًا في التعرض لهذه المشكلة الصحية.
عوامل خطر الإصابة بمرض كرون
قد تشمل عوامل خطر الإصابة بمرض كرون ما يلي:
1. العمر
يمكن أن يحدث داء كرون في أي عمر، ولكن يتم تشخيص الغالبية العظمى من حالات الإصابة قبل بلوغ سن 30 عامًا تقريبًا.
2. التاريخ العائلي المرضي
تزداد فرص الإصابة بكرون حال كان هناك أقارب من الدرجة الأولى يعانون من المرض نفسه، وهم الأب أو الأم أو أحد الأشقاء، فهناك 1 من كل 5 أشخاص مصابين بداء كرون لديه فرد من أفراد الأسرة مصاب أيضًا بالمرض.
3. تدخين السجائر
يعد تدخين السجائر واحد من عوامل الخطر وراء الإصابة بكرون، حيث يضعف قدرة الجسم على التحكم والسيطرة على هذا المرض.
4. الأدوية المضادة للالتهابات
لا تسبب الأدوية المضادة للالتهابات في حد ذاتها الإصابة بمرض كرون، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأمعاء الذي يجعل الأمر أكثر سوءًا، وتشمل هذه الأدوية إيبوبروفين ونابروكسين وديكلوفيناك وغيرها.
مضاعفات مرض كرون
قد يؤدي مرض كرون إلى واحد أو أكثر من المضاعفات التالية:
انسداد الأمعاء
يمكن أن يؤثر مرض كرون على سماكة جدار الأمعاء، ومع مرور الوقت، يمكن أن يحدث ندبات وضيق في أجزاء من الأمعاء، مما قد يمنع حركة الطعام والمشروبات في الجهاز الهضمي.
ويتطلب علاج الانسداد الخضوع للجراحة لإزالة الجزء المصاب من الأمعاء بعد استشارة الطبيب المختص.
قرحة المعدة
من المرجح أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى ظهور تقرحات مفتوحة في المعدة أو أي مكان في الجهاز الهضمي، إلى جانب ظهور قرح في الفم والشرج وفي منطقة الأعضاء التناسلية.
اقرأ أيضًا: قرحة المعدة.. الأسباب والأعراض والعلاج
الناسور
يمكن أن تمتد القرحة عبر جدار الأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث ناسور بالقرب من منطقة الشرج أو حولها.
وعندما يتطور الناسور في البطن، قد يتكون بين حلقات الأمعاء، وفي المثانة أو المهبل أو الجلد، مما يتسبب في استمرار تصريف محتويات الأمعاء إلى الجلد.
وفي بعض الحالات، قد يصاب الناسور بالعدوى ويشكل خراجًا، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في الوفاة إذا لم يتم علاجه.
شق شرجي
يغد بمثابة تمزق صغير في الأنسجة التي تبطن فتحة الشرج أو الجلد حول فتحة الشرج. وغالبًا ما يسبب ألم عند حركة الأمعاء وإخراج البراز.
سوء التغذية
قد يؤدي الإسهال وآلام البطن والتقلصات الناتجة عن الإصابة بمرض كرون إلى عدم الرغبة في تناول الطعام أو عدم قدرة الأمعاء على امتصاص العناصر الغذائية الكافية التي يحتاجها الجسم.
ومن الشائع أيضًا أن يتعرض مرضى كرون إلى الإصابة بفقر الدم بسبب نقص الحديد أو فيتامين ب 12 الناجم عن المرض.
سرطان القولون
تزيد الإصابة بمرض كرون من خطر التعرض لسرطان القولون، ويجب عمل فحص بالمنظار كل 10 سنوات بدءًا من سن 50 عامًا للاطمئنان على الحالة الصحية.
قد يهمك أيضًا: 10 أعراض سرطان القولون وطرق الوقاية
مشكلات صحية أخرى
ينتج عن مرض كرون زيادة فرص حدوث العديد من المشكلات الصحية الأخرى، والتي تشمل: اضطرابات الجلد وهشاشة العظام والتهاب المفاصل والمرارة أو أمراض الكبد، وربما أيضًا تجلط الدم في الأوردة والشرايين.
نسبة الشفاء من مرض كرون
على الرغم من توافر العديد من العلاجات المطروحة لمرض كرون، لكن جميعها يعمل على تخفيف الأعراض والسيطرة عليها فقط، حتى تتوقف بشكل مؤقت، ثم تعاود الظهور في وقت لاحق، لكن يجب الانتباه إلى عدم وجود علاج نهائي لهذا المرض حتى الآن سواء بالأدوية أو بالأعشاب الطبيعية أو غيرها.
علاج مرض كرون
المضادات الحيوية
تساعد المضادات الحيوية على تقليل كمية التصريف من الناسور والخراج، وفي بعض الأحيان تساهم في شفائها تمامًا لدى الأشخاص المصابين بداء كرون.
ويعتقد بعض الباحثين أيضًا أن المضادات الحيوية تعمل على تقليل البكتيريا الضارة الموجودة في الأمعاء، والتي قد تلعب دورًا في تنشيط جهاز المناعة، مما يؤدي إلى حدوث التهابات.
تشمل المضادات الحيوية التي يتم يصفها الغالبية العظمى من الأطباء بشكل متكرر سيبروفلوكساسين (سيبرو) وميترونيدازول (فلاجيل).
مضادات الإسهال
تساعد مكملات الألياف، مثل مسحوق سيلليوم (ميتاموسيل) أو ميثيل سلولوز (سيتروسيل) على تخفيف حالات الإسهال الخفيف إلى المتوسط عن طريق إضافة كتلة إلى البراز، أما في حالة الإسهال الشديد، قد يكون اللوبيراميد (إيموديوم A-D) فعالاً.
مسكنات الألم
بوصي الطبيب بتناول مسكنات الألم مثل: أسيتامينوفين (تايلينول)، ولا يتم الاعتماد على مسكنات الألم الشائعة الأخرى، مثل إيبوبروفين أو نابروكسين لعدم تطور المرض.
المكملات الغذائية
إذا كان الجسم لا يمتص العناصر الغذائية الكافية، فقد يوصي الطبيب بالفيتامينات والمكملات الغذائية.
الأدوية المضادة للالتهابات
غالبًا ما تكون الأدوية المضادة للالتهابات هي الخطوة الأولى في علاج مرض التهاب الأمعاء.
مثبطات جهاز المناعة
تقلل هذه الأدوية أيضًا من الالتهابات، وتستهدف جهاز المناعة، الذي ينتج المواد التي تسبب الالتهاب.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يعمل تناول مجموعة من هذه الأدوية بشكل أفضل من تناول دواء واحد بمفرده.
الجراحة
إذا لم تخفف التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة أو العلاج الدوائي أو العلاجات الأخرى من العلامات والأعراض، فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية.
وأثناء الجراحة، يزيل الجراح الجزء التالف من العضو المتضرر في الجهاز الهضمي، ويمكن أن يعمل أيضًا على إغلاق النواسير وتصريف الخراجات.
يحتاج ما يقرب من نصف المصابين بداء كرون إلى جراحة واحدة على الأقل، ومع ذلك، فإن الجراحة لا تشفي من مرض كرون.
النظام الغذائي
ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي خاص سواء عن طريق الفم أو عن طريق أنبوب التغذية المعوية أو التغذية بالحقن في الوريد، وذلك بهدف السماح للأمعاء بالراحة وتسهيل امتصاص العناصر الغذائية مباشرة.
المصادر: Mayo clinic
مناقشة حول هذا المقال