يُعتبر بنج الأسنان (المخدر الموضعي) من أهم الوسائل التي يستخدمها أطباء الأسنان لتخفيف الألم أثناء خلع الضروس أو حشو الأسنان أو أي إجراء علاجي داخل الفم.
ورغم أنه يُحدث ارتياحًا كبيرًا أثناء العلاج، إلا أن كثيرًا من الناس يتساءلون بعد انتهاء الإجراء: متى يفك بنج الأسنان؟ وكم يستمر تأثيره؟ وهل يمكن تسريع زواله؟
في هذا المقال، سنتعرف بشكل علمي مبسط على مدة استمرار البنج، والعوامل التي تؤثر عليها، وما يمكن فعله لتقليل الإحساس بالتخدير بسرعة وأمان.
ما هو بنج الأسنان؟
بنج الأسنان هو مخدر موضعي يُحقن داخل اللثة أو حول السن قبل البدء في العلاج لتقليل الإحساس بالألم.
يعمل البنج عن طريق منع انتقال الإشارات العصبية بين الأعصاب والدماغ، مما يجعل المريض لا يشعر بالألم لفترة مؤقتة.
أشهر المواد المستخدمة في بنج الأسنان:
ليدوكايين (Lidocaine)
أرتيكايين (Articaine)
مبيفكايين (Mepivacaine)
وغالبًا ما يُضاف إليها مادة تسمى الأدرينالين لتقليل امتصاص المخدر بسرعة وإطالة مدته داخل الأنسجة.
متى يفك بنج الأسنان؟
تختلف مدة زوال تأثير البنج من شخص لآخر حسب نوع المخدر والكمية المستخدمة ومكان الحقن.
لكن بشكل عام، يمكن تلخيص المدة المتوقعة كالتالي:
بنج الأسنان الأمامية: يستمر عادة من 45 دقيقة إلى ساعتين.
بنج الأسنان الخلفية أو الضروس: قد يستمر من ساعتين إلى أربع ساعات.
في بعض الحالات النادرة قد يستمر الإحساس بالخدر الخفيف حتى 6 ساعات قبل أن يزول تمامًا.
المدة تختلف أيضًا حسب العمر، الوزن، الدورة الدموية، ونوع البنج المستخدم في الإجراء.
اقرأ أيضًا: هل يمكن حشو الأسنان في المنزل؟
العوامل التي تؤثر على مدة زوال بنج الأسنان
نوع المادة المخدرة: بعض الأنواع قصيرة المفعول مثل الليدوكايين، وأخرى طويلة المفعول مثل البوبيفاكايين.
وجود الأدرينالين: عند خلط البنج بالأدرينالين، يستمر تأثيره لفترة أطول لأن الأدرينالين يبطئ امتصاص الدواء من الأنسجة.
منطقة الحقن: البنج في الفك السفلي يدوم عادة أطول من الفك العلوي بسبب طبيعة العصب.
العمر والوزن: في كبار السن أو ذوي الوزن المنخفض، قد يستمر البنج مدة أطول نسبيًا.
التمثيل الغذائي: الأشخاص الذين لديهم معدل تمثيل غذائي أسرع يتخلص جسمهم من البنج بسرعة أكبر.
كيف تعرف أن البنج بدأ يفك؟
عادة يبدأ زوال البنج تدريجيًا، وتظهر العلامات التالية:
عودة الإحساس بالشفاه واللسان بعد التخدير.
شعور بوخز أو “تنميل خفيف” في منطقة الحقن.
تحسن تدريجي في القدرة على تحريك الفم أو التحدث.
اختفاء الإحساس بالثقل أو الخدر في الوجه.
إذا لم يبدأ الإحساس في العودة بعد خمس إلى ست ساعات، يُفضل مراجعة طبيب الأسنان للتأكد من عدم وجود ضغط على أحد الأعصاب.
نصائح لتسريع زوال تأثير بنج الأسنان
تحريك الفم برفق: فتح وإغلاق الفم ببطء يساعد في تنشيط الدورة الدموية وتسريع امتصاص البنج.
تناول مشروبات دافئة: مثل الحليب أو الأعشاب، لأن الحرارة تنشط تدفق الدم في المنطقة.
المشي أو الحركة الخفيفة: النشاط البدني البسيط يُسرّع من عملية التخلص من المخدر في الجسم.
تدليك الوجه بلطف: إذا لم يكن هناك ألم أو تورم، يساعد التدليك الخفيف على تنشيط الأعصاب.
تجنب الأكل أو الشرب حتى يزول التخدير تمامًا حتى لا تعض لسانك أو خدك دون أن تشعر.
لا يُنصح بشرب القهوة أو المنبهات بكثرة بعد البنج مباشرة، لأنها قد تسبب جفاف الفم أو خفقان القلب خصوصًا إذا استُخدم الأدرينالين في الحقن.
متى يجب القلق أو مراجعة الطبيب؟
رغم أن استمرار البنج لساعات قليلة أمر طبيعي، إلا أنه يُفضل مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
استمرار التنميل أو الخدر لأكثر من 6 ساعات.
وجود ألم حاد أو وخز شديد بعد انتهاء مفعول البنج.
صعوبة في فتح الفم أو تحريكه بعد اليوم التالي للإجراء.
تورم أو تغير لون الجلد في مكان الحقن.
قد تكون هذه الأعراض دليلًا على ضغط مؤقت على أحد الأعصاب أو تهيج موضعي في مكان الإبرة.
نصائح بعد زوال البنج
تناول الطعام بحذر لتجنب عض الشفاه أو اللسان.
إذا تم خلع ضرس، تجنب المضمضة القوية أو لمس الجرح باللسان.
اشرب الماء ببطء لأن الإحساس في الشفاه قد لا يكون عاد بالكامل.
تجنب الأطعمة الساخنة جدًا حتى يعود الإحساس الطبيعي تمامًا.
زوال تأثير بنج الأسنان يستغرق عادة من ساعتين إلى أربع ساعات حسب نوع المخدر والمنطقة التي حُقنت.
ورغم أن الإحساس بالخدر قد يكون مزعجًا لبعض الوقت، إلا أنه مؤقت وآمن تمامًا.
اتباع النصائح السابقة يساعد في تسريع عودة الإحساس وتجنب أي مضاعفات أو إصابات غير مقصودة بعد التخدير.



















مناقشة حول هذا المقال