كثرة التبول أحيانًا تعد أمرًا خطيرًا يستدعي زيارة عيادة طبيب المسالك البولية لتحديد السبب ورائها وكيفية العلاج، حيث يمكن أن تدل على وجود مرض أو مشكلة صحية معينة.
تتعدد الأسباب وراء كثرة التبول، ومن بينها شرب كمية كبيرة من السوائل خلال اليوم أو تناول الأدوية مدرة للبول أو التقدم في العمر، كما يمكن أن يعاني بعض الأطفال صغار السن من هذه المشكلة.
وفي الوقت نفسه، فإن هناك بعض العلامات التي تدل على وجود مشكلة حقيقة وراء الإصابة بكثرة التبول، ومن ثم يجب إجراء الفحوصات اللازمة.
علامات تستدعي زيارة الطبيب
- لا يوجد سبب واضح ، مثل شرب المزيد من السوائل أو الكحوليات أو الكافيين
- الحاجة المستمرة لدخول المرحاض بشكل يؤثر على النوم أو الأنشطة اليومية.
- حدوث مشكلات بولية أخرى أو أعراض مقلقة.
- دم في البول.
- بول أحمر اللون أو بني غامق.
- ألم عند التبول.
- الألم في الجانب أو أسفل البطن أو الفخذ.
- صعوبة التبول أو إفراغ المثانة.
- فقدان السيطرة على المثانة.
- الحمى.
قد تسبب اضطرابات المسالك البولية العلامات أو الأعراض المذكورة سابقًا، وكذلك يمكن أن تسبب الأمراض أو الحالات الصحية الخطيرة الأخرى، لذا يجب زيارة الطبيب لمعرفة سبب التبول المتكرر وكيفية علاجه.
أمراض مرتبطة بكثرة التبول
هناك بعص الأمراض التي تعتبر كثرة التبول واحدة من أهم الأعراض التي تدل على الإصابة بها، وتشمل ما يلي:
مرض السكري
غالبًا ما يكون التبول المتكرر مع كمية كبيرة غير طبيعية من البول من الأعراض المبكرة لمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، حيث يحاول الجسم التخلص من الجلوكوز غير المستخدم عن طريق البول
مشكلات البروستاتا
يمكن أن يضغط تضخم البروستاتا على مجرى البول (الأنبوب الذي ينقل البول إلى خارج الجسم) ويمنع تدفق البول.
يتسبب هذا في أن يصبح جدار المثانة سريع التأثر، فتبدأ المثانة في الانقباض حتى عندما تحتوي على
كميات صغيرة من البول، مما يؤدي إلى كثرة التبول.
التهاب المثانة الخلالي
تتميز هذه الحالة المجهولة السبب بشعور المريض بألم في المثانة ومنطقة الحوض، وفي كثير من الأحيان، تشمل الأعراض الحاجة الملحة أو المتكررة للتبول.
السكتة الدماغية أو الأمراض العصبية الأخرى
يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب التي تغذي المثانة إلى مشكلات في وظيفة المثانة، بما في ذلك الإلحاح المتكرر والمفاجئ على التبول.
فرط كالسيوم الدم
يعني أن مستويات الكالسيوم في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، وتشمل الأسباب فرط نشاط الغدد الدرقية وأمراض أخرى (السل ، الساركويد) والخمول وحتى السرطان (الرئة والثدي والكلى والورم النخاعي المتعدد).
إلى جانب التبول المتكرر، قد تشمل أعراض فرط كالسيوم الدم ما يلي:
- العطش الشديد
- اضطراب المعدة
- قيء وغثيان
- إمساك
- آلام العظام والعضلات والضعف
- مشكلات الدماغ: الارتباك والتعب والاكتئاب
- مشكلات في القلب (نادرة): تسارع النبض أو عدم انتظام ضربات القلب) وغيرها.
مرض السكري الكاذب
يعد حالة نادرة تجعل الجسم يفرز الكثير من البول عديم اللون والرائحة، يتبول معظم الناس من 1 إلى 2 لتر في اليوم.
أسباب أخرى
تشمل الأسباب الأقل شيوعًا تدلي أعضاء الحوض عند الإناث وسرطان المثانة وسرطان المبيض وخلل المثانة والعلاج الإشعاعي.
في كثير من الأحيان، لا يعد التبول المتكرر من أعراض المشكلة، بل هو المشكلة نفسها، فمثلاً الأشخاص الذين يعانون من متلازمة فرط نشاط المثانة، تؤدي الانقباضات اللاإرادية للمثانة إلى التبول المتكرر والعاجل في كثير من الأحيان، مما يعني أنه يتعين عليك الذهاب إلى الحمام في الوقت الحالي حتى لو لم تكن المثانة ممتلئة، وقد يؤدي أيضًا إلى الاستيقاظ مرة أو أكثر أثناء الليل لاستخدام الحمام.
كيف يحدد الطبيب سبب المشكلة؟
إذا كان تكرار التبول يتعارض مع نمط الحياة أو مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحمى وآلام الظهر أو الجانب والقيء والقشعريرة وزيادة الشهية أو العطش والتعب ،والبول الدموي أو المعكر أو إفرازات من القضيب أو المهبل، فمن المهم استشارة الطبيب.
لتشخيص سبب كثرة التبول، سيجري الطبيب فحصًا جسديًا ويأخذ التاريخ الطبي، ويطرح أسئلة مثل ما يلي:
- هل تتناول أي أدوية؟
- أتعاني من أعراض أخرى؟
- هل تعاني من المشكلة أثناء النهار فقط أم في الليل أيضًا؟
- هل تشرب أكثر من المعتاد؟
- بولك أغمق أم أفتح من المعتاد؟
- هل تشرب الكحول أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين؟
اعتمادًا على نتائج الفحص البدني والتاريخ الطبي، قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات، بما في ذلك:
تحاليل الدم
يمكن لفحص الدم الروتيني التحقق من وظائف الكلى وسكر الدم.
تحليل البول
الفحص المجهري للبول الذي يتضمن أيضًا عددًا من الاختبارات لاكتشاف وقياس المركبات المختلفة التي تمر عبر البول.
قياس المثانة
اختبار يقيس الضغط داخل المثانة لمعرفة مدى كفاءة عمل المثانة، يتم إجراء قياس المثانة لتحديد ما إذا كانت مشكلة في العضلات أو الأعصاب قد تسبب مشكلات في مدى قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول أو إطلاقه.
ومن الممكن يتضمن الفحص إجراء اختبارات مثل قياس المثانة وقياس تدفق البول وضغط الإحليل وغيرها.
منظار المثانة
هذا الاختبار يسمح للطبيب بالنظر إلى داخل المثانة والإحليل باستخدام أداة رقيقة مضاءة تسمى منظار المثانة.
الاختبارات العصبية
مجموعة من الاختبارات والإجراءات التشخيصية التي تساعد الطبيب على تأكيد أو استبعاد وجود اضطراب عصبي.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
اختبار تصوير تشخيصي باستخدام الموجات الصوتية لتصور بنية الجسم الداخلية.
نصائح للسيطرة على كثرة التبول
يجب أن يبدأ علاج فرط نشاط المثانة بالعلاجات السلوكية، مثل:
إعادة تدريب المثانة
يتضمن ذلك زيادة الفترات الفاصلة بين استخدام الحمام على مدار حوالي 12 أسبوعًا، يساعد هذا في إعادة تدريب مثانتك على حبس البول لفترة أطول والتبول بشكل أقل تكرارًا.
تعديل النظام الغذائي
يجب تجنب أي طعام يبدو أنه يسبب تهيج المثانة أو يعمل كمدر للبول، قد يشمل ذلك الكافيين والكحول والمشروبات الغازية والمنتجات القائمة على الطماطم والشوكولاتة والمحليات الصناعية والأطعمة الحارة.
من المهم أيضًا تناول الأطعمة الغنية بالألياف، لأن الإمساك قد يؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة فرط نشاط المثانة.
مراقبة تناول السوائل
يجب أن تشرب كمية كافية من السوائل لمنع الإمساك وزيادة تركيز البول، مع تجنب الشرب قبل النوم مباشرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى التبول أثناء الليل.
تمارين مخروطي
تساعد هذه التمارين على تقوية العضلات حول المثانة والإحليل لتحسين التحكم في المثانة وتقليل إلحاح التبول وتكرارها.
يمكن أن يؤدي تمرين عضلات الحوض لمدة خمس دقائق ٣ مرات يوميًا إلى إحداث فرق في التحكم في المثانة.
الارتجاع البيولوجي
يمكن أن تساعدك هذه التقنية على تعلم كيفية عمل عضلات الحوض لمساعدتك على التحكم فيها بشكل أفضل.
مناقشة حول هذا المقال