يعد اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) من الاضطرابات النفسية التي تحدث لبعض الأشخاص بعد تعرضهم لحدث صادم أو مشكلة معقدة أو غيرها من الأسباب، وتدفع بعض الأعراض التي تشير للإصابة بهذا الاضطراب إلى ضرورة زيارة الطبيب للعلاج وتجاوز الأزمة في وقت أسرع.
يصيب هذا الاضطراب الأطفال والمراهقين والبالغين وحتى كبار السن، ويشعر المصابون يه يمزيد من الخوف وتغلب مشاعر التوتر والقلق لديهم، وتستمر هذه الأعراض يعد انتتهاء الحدث الذي أدى إلى ذلك.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب من بعض الأعراض، والتي تشمل:
- عدم القدرة على القيام بالأنشطة الطبيعية.
- التفكير في ذكريات الماضي والحدث المؤلم الذي تم التعرض له.
- رؤية كوابيس باستمرار ومتكررة عن هذا الحدث.
- الشعور بالضيق أغلب الأوقات.
- تجنب مقابلة الأشخاص أو زيارة الأماكن التي تذكر المريض بهذا الحادث.
- صعوبة التركيز والانتباه.
- الشعور بالتوتر والقلق.
- العصبية ونوبات من الغضب دون مبرر واضح.
- التفكير السلبي عن النفس.
- الإحساس بالذنب أو اللوم.
- عدم الرغبة في القيام بالأنشطة المفضلة سابقًا.
- الاكتئاب.
- نوبات هلع ينتج عنها الدوخة والإغماء وزيادة ضربات القلب والصداع.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء
تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب مقارنة بالرجال، وتظهر لديهن بعض الأعراض التي تستمر فترة أطول من تلك الأعراض التي يعاني منها الرجال، وتشمل:
- القلق.
- الاكتئاب.
- انعدام العواطف وعدم القدرة على الشعور بالفرح أو البكاء أو غيرها.
- الذهول من أي تصرفات حتى وإن بدت طبيعية.
- حساسية مفرطة عند تذكر الحادث المؤلم.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند الرجال
يعاني الرجال من أعراض مشابهة، والتي عادة ما تظهر بعد الشهر الأول بعد التعرض لحادث صادم ومؤلم، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر أو سنوات، وتتمثل الأعراض في:
- الخوف من إعادة التجربة وتجنبها.
- المعاناة من مشكلات في الإدراك والانتباه.
- سوء الحالة المزاجية.
- الخوف من المواقف المثيرة لتذكر هذا الحادث.
أسباب اضطراب ما بعد الصدمة
هناك أسباب متعدة للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات العقلية والنفسية، وتشمل ما يلي:
1. التعرض لحدث صادم
ويتضمن ذلك وقاة أحد الأحبة والمقربين أو الحوادث أو التعرض للتعذيب أو الهجوم العسكري والحروب وغيرها، وتسبب الصدمة تغيرات في المخ، فتجعل حجم منطقة الحصين بالدماغ أصغر، وهي المسؤولة عن الذاكرة والعواطف.
2. التوتر
عندما يصاب الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من التوتر لأحداث مؤلمة ومؤثرة، غالبًا ما يكونوا أكثر عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة.
3. مشكلات صحية
يمكن أن يسبب التعرض لحالات طبية طارئة، مثل الإصابة بجلطة القلب والنوبات، التعرض لهذا الاضطراب العقلي، كما يمكن أن تتسبب بعض الأمراض والعمليات الجراحية هذا المرض، ويخاف الشخص من التعرض لهذه الحالات مرة أخرى.
عوامل خطر اضطراب ما بعد الصدمة
تتسبب بعض العوامل والأحداث في الإصابة به، والتي تضمن:
- المشاركة في الحروب.
- سوء المعاملةفي فترة الطفولة.
- التعرض للعنف الجنسي والتحرش والاغتصاب.
- التعرض للاعتداء بكافة صوره.
- الإصابة في الحوادث أو الكوارث الطبيعية.
والجدير بالذكر، أن كل الحوادث المؤلمى لا تسبب بالضرورة الإصابة بهذا الاضطراب العقلي عند جميع الأشخاص، فربما يختلف الأمر من شخص لآخر، كما يحدث ذلك عند التعرض لصدمة قوية واستمرارها لفترة طويلة.
وهناك بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ومنها:
- الاكتئاب.
- المعاناة من مشكلات عقلية ونفسية أخرى.
- تعاطي المخدرات.
- فقدان الدعم من الأقارب.
- نوع الوظيفة.
- النوع، حيث تعد النساء أكثر عرضة من الرجال.
- وجود تاريخ عائلي بنفس المرض من قبل.
- التعايش مع مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، فيمكن أن يؤثر هذا المرض على من حوله، لذا من المهم علاج الشخص المصاب.
هل تعاني من الاكتئاب؟ اختبر نفسك من هنا
أنواع اضطراب ما بعد الصدمة
يعد اضطراب ما بعد الصدمة حالة يقشمها بعض الخبراء إلى أنواع فرعية اعتمادًا على أعراض الشخص، لتسهيل التشخيص والعلاج.
1. اضطراب الإجهاد الحاد (ASD)
يظهر في هذا النوع من الاضطراب بعض الأعراض مثل القلق والابتعاد عن الأشياء التي تثير الذكريات المؤلمة، وعادة ما تظهر بعد شهر من التعرض للحدث، بالإضافة إلى أن كثير من المصابين بالتوحد يصابون باضطراب ما بعد الصدمة.
2. اضطراب ما بعد الصدمة الانفصالي
يحدث الإصابة بالاضطراب الانفصالي بعد مرور 6 أشهر من الحدث، وتشمل الأعراض: عدم القدرة على تذكر بعض الأحداث نتيجة الصدمة، والشعور بالانفصال عن الحدث.
3. اضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد
يحدث عند عدم الرغبة في إعادة التجربة أو تجنب الأشخاص والأماكن والمواقف المتعلقة بالحادث المؤلم، ويستجيب الأشخاص بسرعة للعلاج في هذا النوع.
4. اضطراب ما بعد الصدمة المعقد
يصاب بعض الأشخاص به، عند التعرض لأحداث عنيفة، مثل: الهجوم العنيف وحوادث السيارة، يمكن أن يحدث مرة واحدة وينتهي، ولكن تستمر الأعراض عند التعرض لأحداث صادمة أخرى، مثل: الاغتصاب أو الاعتداء الجسدي أو عمليات الإتجار بالبشر أو الإهمال لسنوات عديدة.
وقد تسبب الصدمات المزمنة والمتكررة أضرار على الصحة النفسية أكثر من التي تحدث مرة واحدة، ويعاني الأشخاص الذين يتعرضون للاضطراب المعقد من التفكير السلبي تجاه الذات والسلوك العنيف.
اضطراب ما بعد الصدمة عند المراهقين
يظهر هذا الاضطراب عند المراهقين من خلال التعامل بالأسلوب العدواني والغضب والانفعال باستمرار، ويصعب علاجه عند المراهقين أكثر من الأطفال، ويمكن أن تحدث بعض المضاعفات لدى المراهقين، نتيجة لتعرضهم للصدمات، مثل:
- تعاطي المخدرات.
- تناول الكحول.
- عدم التحدث عن مشاعرهم.
اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
هناك بعض الأطفال لا يستطيعون تجاوز الأحداث الصادمة، وتظهر آثارها بعد شهر أو أكثر بعد التعرض لهذه الصدمات، ما يسبب لهم بعض الأعراض، والتي تشمل:
- رؤية الكوابيس باستمرار.
- الأرق.
- استمرار الشعور بالخوف والحزن.
- الانفعال والعصبية وعدم القدرة على التحكم في الغضب.
- تجنب رؤية الأشخاص أوالتواجد في الأماكن المرتبطة بالحدث.
- التصرفات السلبية.
ويتم علاجهم بجلسات العلاج المعرفي السلوكي وتناول الأدوية، بالإضافة إلى أهمية الحصول على الرعاية والدعم من الآباء والمعلمين في المدرسة والأصدقاء، لإزالة مشاعر الخوف وزيادة الشعور بالأمان والاطمئنان.
اقرأ أيضُا: التحرش بالأطفال.. دليلك لحماية أبنائك
اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب
يزداد خطر الاكتئاب عند الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، والعكس صحيح، وتتشابه الأعراض مع بعضها، ويصعب التشخيص، مثل:
- التعرض لمشكلات عاطفية.
- عدم الاهتمام بالقيام بالأنشطة اليومية أو المحببة.
- المعاناة من مشكلات النوم والأرق.
قد يهمك: الاكتئاب.. أنواعه وعلامات الإصابة به وعلاجه
كوابيس اضطراب ما بعد الصدمة
يواجه الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات معينة صعوبة شديدة في النوم، بسبب التفكير في الحدث الصادم ورؤية الكوابيس المتكررة طوال الليل.
وأشارت دراسة مبكرة إلى أن 52 %من الأشخاص الذين شاركوا في الحروب يعانون من كوابيس متكررة وعدم كفاءة النوم على الإطلاق.
يمكنك قراءة المزيد عن الأرق من هنا
اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة
تتعرض بعض النساء لصعوبات عند الولادة وتصبح تجربة صعبة ومخيفة.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2018 ، أن 4 % من النساء يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة، بالإضافة إلى أن النساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل أو يتعرضن للولادة المبكرة، يكونوا أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة في الحالات التالية:
- المصابات بالاكتئاب.
- الخوف من الولادة.
- التعرض لتجربة سيئة مع الحمل قبل ذلك.
- عدم الحصول على الدعم من الأصدقاء.
ويؤدي الإصابة بهذه الحالة بعد الولادة إلى صعوبة العناية بالطفل.
تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة
يصعب أحيانًا تشخيص هذا الاضطراب، لأن المرضى يمكن أن يترددوا في تذكر الحدث الصادم، ولكن يستطيع الطبيب النفسي المتخصص الكشف عن المرض وعلاجه من خلال:
- معاناة المريض من الأعراض لمدة شهر أو أكثر.
- ظهور أعراض الخوف من إعادة التجربة.
- تجنب بعض المواقف والأماكن والأشخاص.
- ظهور عرضين أو أكثر من أعراض الاستثارة والتفاعل.
- ظهور أكثر من عرض فيما يخص الإدراك والحالة المزاجية.
- عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
- تجنب التواجد مع الأصدقاء وأفراد الأسرة.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة
يصف الطبيب بعض العلاجات والأدوية عند تشخيص الإصابة بالمرض، وأهمها:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يتحدث المريض مع الطبيب من خلال عدة جلسات، لمساعدته على علاج الحدث الصادم وتغيير الأساليب السلبية التي يفكر بها.
إعادة التجربة
من الممكن أن تساعد تجربة عناصر الصدمة في بيئة آمنة على تقليل الحساسية تجاه الحدث وتقليل الأعراض.
العلاج بالأدوية
تساعد بعض الأدوية في علاج الحالة، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب، وأبرزها:
- الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل سيرترالين (زولوفت) وباروكستين (باكسيل).
- مضادات القلق.
- الأدوية المنومة.
طرق التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الحصول على قسط كاف من الراحة.
- ممارسة التمارين الرياضية 5 مرات في الأسبوع.
- البعد عن الأشياء المثيرة للقلق.
- مناقشة مشاعر القلق والخوف مع مجموعات الدعم والأشخاص الذين عانوا سابقًا من هذه الحالة.
المصدر: Health Line
مناقشة حول هذا المقال