هل يسبب الحمل؟.. إليك الفرق بين المذي والمني

يُعتبر المذي من المواضيع التي تدور حولها الكثير من الأسئلة واللبس، خاصة في ما يتعلق بقدرته على التسبب في الحمل أو نقل الأمراض الجنسية. في هذا المقال نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن المذي: ما هو، متى يخرج، مم يتكوّن، وهل يشكل خطرًا صحيًا أم لا.

ما هو المذي؟

المذي هو سائل شفاف لزج يخرج من العضو الذكري قبل القذف أثناء الإثارة الجنسية، سواء حدثت إثارة مباشرة أو من خلال التفكير فقط.
يخرج هذا السائل من غدتين صغيرتين تُعرفان باسم غدتي كوبر (Cowper’s glands)، وتقعان أسفل البروستاتا قرب مجرى البول.

يُعد خروج المذي أمرًا طبيعيًا تمامًا، فهو لا يدل على مشكلة صحية أو ضعف جنسي، بل هو استجابة فيسيولوجية طبيعية من الجسم أثناء الإثارة الجنسية.

وظيفة المذي في الجسم

للمذي عدة وظائف مهمة أثناء العلاقة الجنسية، وهي وظائف طبيعية تدعم عملية القذف والتخصيب، وتشمل:

• ترطيب قناة البول لتسهيل مرور المني عند القذف.

• معادلة الحموضة الناتجة عن بقايا البول في الإحليل، مما يحمي الحيوانات المنوية لاحقًا.

• تقليل الاحتكاك أثناء العلاقة الحميمة، ما يساعد على سلاسة الإيلاج.

• أحيانًا يُساهم في تطهير مجرى البول قبل خروج المني.

إذًا، فالمذي ليس ناتجًا عن خلل، بل هو جزء من منظومة طبيعية في جسم الرجل.

اقرأ المزيد: ابتلاع السائل المنوي – أضراره وفوائده المحتملة

الفرق بين المذي والمني

كثيرون يخلطون بين المذي والمني، رغم أن بينهما اختلافات واضحة في الشكل والوظيفة والمصدر.

هذه الفروق تساعد على التمييز بين السائلين بسهولة وتجنّب الالتباس.

هل يحتوي المذي على حيوانات منوية؟

عادةً المذي لا يحتوي على حيوانات منوية، لأنه يُفرز من غدد مختلفة عن تلك التي تنتج المني.
لكن الأبحاث تشير إلى أن بعض الرجال قد يكون في مذيهم كمية بسيطة من الحيوانات المنوية المتبقية في قناة البول بعد قذف سابق، خصوصًا إذا لم يتم التبول بعد القذف.

وهذا يعني أن المذي قد يسبب الحمل في حالات نادرة، إذا لامس المهبل مباشرة ودخل جزء منه إلى الرحم.
لذلك، لا يُعتبر الانسحاب قبل القذف وسيلة آمنة لمنع الحمل، لأن كمية صغيرة من المذي قد تحتوي على حيوانات منوية قادرة على التخصيب.

هل يمكن أن ينقل المذي الأمراض المنقولة جنسيًا؟

نعم، المذي يمكن أن ينقل الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs)، حتى وإن لم يحدث قذف كامل.
وذلك لأن المذي قد يحمل بعض الفيروسات أو البكتيريا الموجودة في الجهاز التناسلي للرجل المصاب.
من أبرز الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر المذي:

• فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)

• الهربس التناسلي

• السيلان والكلاميديا

• فيروس التهاب الكبد B وC

تزداد احتمالية انتقال العدوى إذا كان أحد الطرفين يعاني من تقرحات أو جروح في الفم أو الأعضاء التناسلية، أو في حال ممارسة علاقة دون وسيلة حماية.

هل المذي يسبب أضرارًا صحية؟

بشكل عام، المذي نفسه لا يسبب أضرارًا صحية إذا كان الشخص سليمًا.
لكن الأضرار تأتي من العدوى المنقولة جنسيًا أو من سوء الممارسات الجنسية.
في حال كان الشريك مصابًا بمرض معدٍ، يمكن للمذي أن يكون وسيلة لنقل العدوى، حتى لو لم يتم القذف.
أما في الحالات الطبيعية، فإن ملامسة المذي للجلد السليم لا تسبب ضررًا، ولا يحتاج الأمر إلى علاج أو تدخل طبي.

هل خروج المذي بشكل متكرر دليل على مشكلة؟

خروج المذي بشكل طبيعي أثناء الإثارة لا يشير إلى أي مشكلة.
لكن إذا كان المذي يخرج بدون إثارة أو بشكل متكرر جدًا، فقد يدل ذلك على وجود:

• التهابات في البروستاتا أو غدد كوبر

• احتقان في الحوض نتيجة الإثارة المستمرة دون تفريغ

• أو أحيانًا توتر نفسي أو اضطراب في الأعصاب الجنسية

في هذه الحالات يُنصح بمراجعة طبيب المسالك البولية لإجراء الفحوص اللازمة وتحديد السبب بدقة.

هل يمكن الحمل من المذي؟

الإجابة المختصرة: نعم، لكن بنسبة قليلة.
إذ يمكن للحيوانات المنوية الموجودة في المذي أن تسبب الحمل إذا وصلت إلى البويضة، حتى قبل القذف الفعلي.
ولهذا السبب لا ينصح الأطباء بالاعتماد على طريقة الانسحاب قبل القذف كوسيلة لمنع الحمل، لأنها غير مضمونة تمامًا، ونسبة فشلها تصل إلى 20% سنويًا بحسب الإحصاءات الطبية.

الوقاية والنصائح الطبية

لضمان حياة جنسية آمنة، يُنصح باتباع النصائح التالية:

• استخدام الواقي الذكري منذ بداية العلاقة وليس في نهايتها.

• إجراء فحوصات دورية للأمراض المنقولة جنسيًا للطرفين.

• تجنب ممارسة العلاقة عند وجود أي التهابات أو تقرحات.

• مراجعة الطبيب عند ملاحظة إفرازات غير طبيعية أو مستمرة.

• الاهتمام بالنظافة الشخصية وتجنب مشاركة الأدوات الحميمة.

المذي هو سائل طبيعي يفرزه الجسم أثناء الإثارة الجنسية لتسهيل العلاقة ومعادلة الحموضة داخل مجرى البول.
لكنه قد يحمل في بعض الحالات كميات صغيرة من الحيوانات المنوية أو الفيروسات، مما يجعله قادرًا على التسبب في حمل غير متوقع أو عدوى منقولة جنسيًا.
لذلك يُنصح دائمًا بالوعي الجنسي واستخدام وسائل الحماية وطلب المشورة الطبية عند الحاجة، للحفاظ على الصحة الجنسية والعامة.