علاج الرهاب الاجتماعي يتطلب عادة تحديد سبب الإصابة والعوامل التي ساهمت في التعرض له، فضلاً عن الذهاب إلى عيادة طبيب الصحة النفسية والعقلية لتحديد طريقة العلاج المناسبة سواء بالأدوية أو بالعلاج النفسي أو غيرها.
ما هو الرهاب الاجتماعي؟
يعد مرض الرهاب الاجتماعي عبارة عن اضطراب وقلق من التعامل مع الآخرون خوفًا من الحكم السلبي والتعرض للإحراج في المواقف الاجتماعية.
و القلق يعني الخوف من شيء ما يمكن حدوثه، أما الرهاب يشير إلى خوف غير عقلاني من مواقف معينة، فيسمى الرهاب الاجتماعي أيضًا اضطراب القلق الاجتماعي، الذي يؤثر على العمل أو الحياة الشخصية ويستمر لمدة 6 أشهر وأكثر.
مسببات الرهاب الاجتماعي
تختلف مسببات القلق أو الرهاب الاجتماعي حسب طبيعة وظروف كل شخص، ولكنها عادة ما تشمل:
- الخوف من لقاء أشخاص غير مألوفين.
- القلق من التحدث إلى الأشخاص في العمل أو المدرسة.
- القلق من دخول دورة المياه العامة.
- الخوف من أن يراهم الناس أثنا تناول الطعام والشراب.
لا يسعى الكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة للعلاج، باعتبار أنها طبيعة في شخصيتهم، ويلجأون للطبيب في حالات الاكتئاب أو تعاطي المخدرات.
أعراض الرهاب الاجتماعي
يسبب الرهاب الاجتماعي ظهور أعراضًا جسدية وعاطفية وسلوكية عند التورط في أي موقف يثير مخاوف الشخص المصاب بهذه المشكلة، ومنها:
- احمرار الوجه بشدة.
- التعرق.
- الرعشة الشديدة.
- الشعور بالغثيان.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- سرعة التنفس.
- الشعور بنوبات من الذعر والهلع.
- الخوف من إظهار الشعور بالقلق أمام الآخرين.
- التفكير بشدة في حكم وانتقاد الآخرين.
- الخوف أو الرهبة عند التورط في موقف يستوجب التعامل مع الناس، خاصة الغرباء.
- الشعور بالخجل الشديد أو الإحراج غير المبرر.
- صعوبة التحدث.
- تجنب المواقف المثيرة للقلق قدر الإمكان بالانعزال والصمت.
- الرغبة في الهرب فورًا عند التعرض لأي موقف محرج.
- أخذ وضعية صارمة في الجلوس أو الوقوف.
- انخفاض الصوت أثناء الحديث في المشاركات الاجتماعية بشكل يصعب على الآخرين سماعه.
- صعوبة التواصل بالعين والنظر مباشرة إلى الآخر.
- عدم تقبل النقد على الإطلاق والشعور بالإحراج من ذلك.
- عدم الثقة وتدني احترام الذات.
- التحدث السلبي عن النفس.
أعراض الرهاب الاجتماعي عند الأطفال
يمكن أن تظهر الأعراض عند الأطفال، وتظهر مشاعر القلق من خلال الأعراض التالية:
- البكاء.
- نوبات من الغضب.
- التشبث بأحد الوالدين.
- البعد عن الآخرين.
- عدم التحدث في المواقف الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: القلق عند الأطفال – أسبابه وعلاجه
أسباب وعوامل خطر الرهاب الاجتماعي
يظهر الرهاب الاجتماعي عادةً في فترة المراهقة، ولكن يمكن أن يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، وتصاب به الفتيات أكثر من الذكور، ويرجع ذلك للأسباب التالية:
الجينات الوراثية
يمكن أن تنتقل اضطرابات القلق بين أفراد العائلة، بسبب الجينات الوراثية.
أحداث الحياة
يزيد العيش في حياة صعبة ومجهدة نفسيًا من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي مثل: الإساءة أو العنف أو وفاة شخص عزيز أو الإصابة بمرض مزمن أو التنمر الذي يتعرض له الشخص في مجتمعه.
أسلوب التربية
تشير بعض الدراسات إلى أن الآباء والأمهات الذين يتعاملون بمبدأ الحماية المفرطة للطفل من أي شيء يمكن أن يؤذيه والتحدث بالنيابة عنه دائمًا ومحاولة إيجاد حلول لمشكلاته دون مشاركته، قد يزيدوا من خطر إصابة أطفالهم بالرهاب الاجتماعي.
مضاعفات الرهاب الاجتماعي
عندما يكون الرهاب الاجتماعي شديدًا أو مستمرًا لفترات طويلة من العمر، فإنه يمكن أن يؤدي إلى بعض المضاعفات حسب كل حالة، ومن بينها:
- الاكتئاب.. لمعرفة المزيد عنه اضغط هنا
- تعاطي المخدرات.
- ضعف القدرة على تأدية العمل بشكل جيد.
- عدم القدرة على الحصول على ترقية في العمل.
- قلة الكفاءة في مشاركة المهام مع الزملاء.
- انعدام القدرة على تكوين صداقات أو علاقات عاطفية.
- التفكير في الانتحار.
- وبالنسبة للأطفال، فقد يعانون من مشكلات في التفاعل مع المحيطين وعدم الرغبة في مشاركة بعض الأنشطة في المدرسة.
يمكنك إجراء اختبار الاكتئاب من هنا
تشخيص مرض الرهاب الاجتماعي
يسأل الطبيب عن الأعراض التي يشكو منها، وعدد مرات ووقت حدوثها ، وبداية ظهورها وما إن كان أحد أفراد الأسرة يعاني من المشكلة نفسها.
يستخدم الأطباء الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وتشمل معايير التشخيص لهذها المرض ما يلي:
- وجود خوف مستمر من المواقف الاجتماعية، مثل المحادثات أو التفاعلات الاجتماعية أو أداء شيء معين أمام الآخرين.
- الخوف من حكم الآخرون السلبي تجاه بعض التصرفات والمواقف للشخص، مثل الخوف من الظهور بمظهر القلق أو القيام بشيء محرج.
- تجنب المواقف التي قد تسبب مشاعر القلق.
- استمرار الأعراض لمدة 6 أشهر أو أكثر ومدى تأثيرها على الحياة العملية والاجتماعية.
علاج الرهاب الاجتماعي
يوصي الأطباء بعلاج الرهاب الاجتماعي من خلال طرق العلاج النفسي أو بالأدوية أو كليهما، ويساعد العلاج على استعادة الثقة بالنفس والتقرب من الآخرين دون قلق.
1. العلاج النفسي
يساعد العلاج النفسي القائم على مشاركة الآخرين المشكلة على فهم تجاربهم وإصلاح مشكلاتهم، وهناك أنواع عديدة من العلاج النفسي، منها:
- العلاج السلوكي المعرفي، ويهدف إلى مساعدة الشخص على التعرف على الأفكار أو المعتقدات السلبية حول المواقف الاجتماعية وتغيير السلوكيات ورد الفعل تجاه المواقف التي تسبب القلق.
- حضور جلسات مشاركة مع المصابين بالمشكلة نفسها.
- العلاج الأسري.
2. العلاج بالأدوية
هناك 3 أنواع من الأدوية التي يصفها الطبيب النفسي لعلاج مرضى الرهاب الاجتماعي، والتي تتضمن ما يلي:
مضادات الاكتئاب
تساعد مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو مضادات الاكتئاب على علاج أعراض اضطراب القلق الاجتماعي، ويظهر مفعولها بعدة عدة أسابيع أو أشهر، وتشمل:
- باروكستين (باكسيل، باكسيل كر).
- سيرترالين (زولوفت).
- فلوكستين (بروزاك ، سارافيم).
وتساهم مثبطات امتصاص السيروتونين-النوربينفرين أيضًا، وهي مجموعة أخرى من مضادات الاكتئاب، في علاج تلك المرض، ومنها:
- فينلافاكسين (إيفكسور ، إيفكسور إكس آر).
- ديسفينلافاكسين (بريستيك).
- دولوكستين (سيمبالتا).
الأدوية المضادة للقلق
يصف الأطباء هذا النوع من الأدوية، لتقليل أعراض القلق بسرعة، مثل أدوية البنزوديازيبينات، وهي فئة شائعة من الأدوية المضادة للقلق، والتي تشمل:
- ألبرازولام (زاناكس).
- كلونازيبام (كلونوبين).
ولكن حذرت إدراة الغذاء والدواء (FDA) بشأن البنزوديازيبينات، لأن الجسم يعتاد عليها، وعند التوقف عنها يكون هذا الانسحاب مهدد للحياة ويؤدي للوفاة.
حاصرات بيتا
تساعد حاصرات بيتا على منع وتخفيف آثار القلق ومنع التأثيرات المحفزة للأدرينالين، ولكن يصفها الطبيب بشكل مؤقت لتخفيف التعرق والرعشة وسرعة ضربات القلب.
نصائح لعلاج الرهاب الاجتماعي
هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتغلب على القلق في المواقف الاجتماعية، ومنها:
1. التعرض التدريجي للمواقف الاجتماعية
يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب الرهاب الاجتماعي المواقف الاجتماعية التي قد تسبب لهم مشاعر القلق لديهم، فهذا التجنب يجعل المرض أسوأ، لذا يمكن للشخص أن يتعرض تدريجياً للمواقف التي يخافها وتسبب له القلق.
هذه التجربة تساعده على تعزيز ثقة الشخص أو طمأنته بأنه قادر على التغلب عليه.
2. الاسترخاء
يؤدي القيام بأنشطة تحسن الحالة المزاجية إلى إنتاج مواد كيميائية تساعد على زيادة مشاعر السعادة في المخ، والتي تقلل من الإحساس بالتوتر والقلق، ويمكن اتباع تلك الطريقة في المواقف الاجتماعية، مثل:
- الاستماع إلى الموسيقى.
- القراءة.
- اليوجا والتأمل.
3. إعادة صياغة الأفكار
تساعد هذه الطريقة على إعادة أفكار الشخص وتصحيحها حول نفسه، وبالتالي تغير أنماط سلوكه، فالأفكار تغذي أنماط السلوك، بمعنى أنه عندما يتحدث الشخص لنفسه ويقول أنه خجول سوف يتصرف بخجل بالفعل.
4. تجنب الاعتماد على الكحوليات
يمكن أن يسبب تناول الكحول تقليل القلق على المدى القصير، ولكن يزيد الأعراض سوءًا، ويؤدي إلى الإدمان أوتعاطي المخدرات.
المصدر: Medical News Today
مناقشة حول هذا المقال