تسعى الكثير من السيدات إلى معرفة أقرب وقت يمكن أن يكشف فيه تحليل الدم عن وجود حمل، خاصة بعد مرور فترة التبويض أو تأخر الدورة الشهرية.
يُعد تحليل الدم للحمل من أدق الطرق الطبية لتأكيد حدوث الحمل، إذ يمكنه اكتشاف هرمون الحمل (hCG) في وقت مبكر جدًا مقارنة باختبارات الحمل المنزلية.
في هذا المقال، سنوضح بالتفصيل متى يظهر الحمل في تحليل الدم، وما الفرق بين أنواعه، والعوامل التي تؤثر على دقته، بالإضافة إلى أهم النصائح لضمان نتيجة صحيحة.
ما هو تحليل الدم للحمل؟
تحليل الدم للحمل هو اختبار يتم في المختبر الطبي لقياس نسبة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG) في الدم.
يُفرز هذا الهرمون بعد انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، أي بعد حوالي 6 إلى 10 أيام من الإباضة.
ويُعد تحليل الدم أكثر دقة من اختبار الحمل المنزلي، لأنه يستطيع رصد الهرمون حتى في مستوياته المنخفضة جدًا، بينما يحتاج اختبار البول إلى تركيز أعلى من الهرمون ليظهر الحمل.
متى يظهر الحمل في تحليل الدم بالتحديد؟
في الغالب، يمكن أن يظهر الحمل في تحليل الدم بعد من 7 إلى 10 أيام من حدوث الإباضة، أي قبل موعد الدورة الشهرية بعدة أيام.
ومع ذلك، تختلف النتيجة من امرأة لأخرى تبعًا لعوامل عديدة مثل انتظام التبويض وتوقيت انغراس البويضة.
إذا تم التحليل بعد 10 أيام من التبويض، فغالبًا تكون النتيجة دقيقة بنسبة تزيد على 95%.
وإذا تم التحليل قبل 7 أيام من موعد الدورة الشهرية، فقد تكون نسبة الهرمون منخفضة جدًا بحيث لا تظهر بوضوح بعد.
أفضل وقت لإجراء تحليل الدم هو بعد مرور من 10 إلى 14 يومًا من التبويض أو بعد تأخر الدورة بيومين إلى ثلاثة أيام للحصول على نتيجة مؤكدة.
اقرأ أيضًا: أعراض الحمل في أول عشرة أيام
أنواع تحليل الدم للحمل
هناك نوعان رئيسيان من تحاليل الدم المستخدمة للكشف عن الحمل، ولكل نوع استخدام محدد:
1. تحليل الحمل النوعي (Qualitative Test)
هذا التحليل يجيب ببساطة على سؤال: هل يوجد هرمون الحمل أم لا؟
النتيجة تكون إما إيجابية (يوجد حمل) أو سلبية (لا يوجد حمل)، دون تحديد نسبة الهرمون.
وغالبًا ما يُستخدم في المستشفيات والعيادات كفحص أولي.
2. تحليل الحمل الكمي (Quantitative Test)
وهو الأدق، حيث يقيس النسبة الدقيقة لهرمون hCG في الدم.
يساعد الأطباء على:
معرفة عمر الحمل التقريبي.
متابعة تطور الحمل المبكر.
اكتشاف الحمل خارج الرحم أو بعض المشكلات الأخرى في حال كانت النسبة غير طبيعية.
متى يُفضَّل إعادة التحليل؟
في بعض الحالات، قد تظهر نتيجة سلبية رغم وجود حمل فعلي، خاصة إذا تم إجراء التحليل مبكرًا جدًا.
في هذه الحالة يُنصح بـ:
إعادة التحليل بعد 48 إلى 72 ساعة، لأن نسبة الهرمون تتضاعف تقريبًا كل يومين في الحمل الطبيعي.
إذا استمرت النتيجة سلبية واستمر غياب الدورة، فيجب مراجعة الطبيب لتحديد السبب.
أسباب النتائج غير الدقيقة لتحليل الدم
رغم دقته العالية، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على نتيجة تحليل الحمل في الدم، مثل:
إجراء التحليل مبكرًا جدًا قبل ارتفاع مستوى الهرمون.
عدم دقة حساب أيام التبويض.
تناول بعض الأدوية المحتوية على هرمون hCG (مثل أدوية الخصوبة).
مشكلات في الغدة النخامية أو المبيضين قد ترفع الهرمون مؤقتًا دون وجود حمل.
الإجهاض المبكر جدًا الذي يؤدي إلى انخفاض سريع في نسبة الهرمون قبل إجراء التحليل.
اقرأ المزيد: ما مدة تأخر الدورة الشهرية التي تدل على الحمل؟
الفرق بين تحليل الدم وتحليل الحمل المنزلي
المقارنة | تحليل الدم | اختبار الحمل المنزلي |
---|---|---|
الدقة | عالية جدًا (تصل إلى 99%) | أقل نسبيًا |
الوقت المناسب | بعد 7–10 أيام من التبويض | بعد تأخر الدورة بيومين أو أكثر |
النتيجة | كمية أو نوعية | نوعية فقط |
إجراء الاختبار | في مختبر طبي | في المنزل بسهولة |
القدرة على كشف الحمل المبكر | مرتفعة جدًا | محدودة في الأيام الأولى |
نصائح للحصول على نتيجة دقيقة لتحليل الحمل
لضمان دقة تحليل الحمل في الدم، اتبعي النصائح التالية:
اجري التحليل في الصباح الباكر حيث يكون تركيز الهرمون أعلى.
انتظري على الأقل 10 أيام بعد التبويض قبل إجراء التحليل.
أخبري الطبيب عن أي أدوية تتناولينها قبل الفحص.
إذا حصلتِ على نتيجة سلبية مع استمرار تأخر الدورة، أعيدي التحليل بعد 48 ساعة.
في حال ظهور نتيجة إيجابية، يُنصح بعمل تحليل كمي لتحديد عمر الحمل ومتابعة تطوره.
يُعد تحليل الدم الوسيلة الأدق لاكتشاف الحمل في مراحله الأولى، حيث يمكنه كشف وجود الهرمون بعد أسبوع إلى عشرة أيام من الإباضة فقط.
لكن التوقيت المثالي لضمان النتيجة الصحيحة هو بعد تأخر الدورة بيومين على الأقل.
أما في حال وجود شك في النتيجة، فيُفضل إعادة التحليل أو استشارة الطبيب لإجراء فحوص إضافية.
مناقشة حول هذا المقال