نسبة الشفاء من أورام الدماغ تتوقف على المرحلة التي وصلت إليهاـ كما يختلف نوع تلك الأورام سواء كانت حميدة أم خبيثة أم ثانوية، ويدرس الطبيب مع المريض سبل العلاج الممكنة حسب كل حالة.
نسبة الشفاء من أورام الدماغ
قال الدكتور أحمد كامل، أستاذ مساعد المخ والأعصاب بكلية طب القصر العيني، إن نسبة الشفاء من أورام الدماغ، تختلف من كل نوع من تلك الأورام، فهناك من يعيش عشرات السنين في حالة استئصال بعض الأورام ثم متابعته.
وأضاف كامل، أن هناك من يعيش 6 أشهر فقط ويموت بعدها، وقد يعيش شهرين فقط وذلك حسب الحالة، مشيرًا إلى وجود ثلاثة أنواع من أورام الدماغ، والتي تشمل ما يلي:
1. الأورام الحميدة
تعتبر نسبة الشفاء في أورام المخ الحميدة مرتفعة جدًا إلا في حالة وجود تلك الأورام في أماكن صعبة وحساسة في المخ، مثل الزاوية المخية القنيطرية.
ويتم علاج الأورام الحميدة بالمخ أحيانًا عن طريق العلاج الإشعاعي أو الاستئصال الكلي، ولكن يحدث هذا بنسبة قليلة جدًا، وذلك خوفًا من إصابة الجراح أثناء العملية جذع أو عصب المخ.
وهناك أنواع من الأورام الحميدة تكون فيها نسبة الشفاء كبيرة مثل أورام الغدة النخامية والأكياس الدهنية.
2. الأورام الخبيثة
هناك درجات من الأورام الخبيثة، فالمرحلة الأولى والثانية تكون منخفضة النشاط، حيث يمكن متابعتها من حين لآخر بدون الحاجة لاستئصال الورم مع تناول العلاج الدوائي المطلوب في حين أنها تسبب بعض الأعراض كالتشنجات.
وفي بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى عملية استئصال الورم في مرحلته المبكرة.
أما الأورام من المرحلة الثالثة والرابعة، فإن فرصة إزالتها تكون صعبة لأنها ستعود مرة أخرى، وتنتشر بشكل واسع، ويكون العلاج في هذه الحالة هو الكيميائي والإشعاعي.
وتصل نسبة الشفاء من الأورام الخبيثة حوالي 36% وفرصة الحياة يمكن أن تطول لمدة 5 سنوات، بحسب كامل.
3. الأورام الثانوية
تعد الأورام الثانوية هي الأورام الموجودة في الأساس في أعضاء أخرى في الجسم مثل الثدي والرئة والكبد، ثم تصل إلى المخ.
ويعاني المريض في هذا النوع من سرطان الدرجة الرابعة، بسبب وصول الورم للدم وانتشاره في أنحاء الجسم.
ويمكن أن يستجيب المريض في حالات نادرة للعلاج الهرموني أو عند إزالة ورم واحد أو اثنين من المخ.
وفي حالة أن تكون الأورام كثيرة ومنتشرة في اليمين واليسار والأمام والخلف من المخ، فلا تستجيب في هذا الوقت لأي نوع من العلاجات الكيميائي والإشعاعي وحتى الكورتيزون.
أعراض أورام الدماغ
وأوضح أستاذ مساعد المخ والأعصاب بكلية طب القصر العيني، أن أورام الدماغ تسبب ظهور أعراض متعددة منها العامة والخاصة.
الأعراض العامة
- الصداع.
- الزغللة.
- اضطراب في الرؤية.
- القيء المتكرر.
- التشنجات.
- غياب عن الوعي.
الأعراض الخاصة
هي الأعراض التي لها علاقة بالمكان الموجود فيه الورم، مسببًا الآتي:
- سماع صفارة في الأذن، بسبب أن ضغط الورم على العصب السمعي.
- مشكلات في النظر، بسبب أن الورم ضغط على العصب البصري، مثل أورام الغدة النخامية التي تسبب عادة مشكلات في الابصار.
- إذا ضغط الورم على العصب الحركي، يسبب ألم في الساق اليمين أو الشمال أو تنميل وتشنجات في ناحية واحدة من الجسم.
وهناك بعض الأورام الوظيفية التي تغير هرمونات الجسم، مسببة في ظهور الأعراض التالية:
- زيادة هرمون الحليب وخروج حليب من ثدي الرجل والمرأة على حد سواء.
- انقطاع الدورة الشهرية فجأة لدى السيدات.
- زيادة هرمون النمو الذي يسبب تضخم في عظام الوجه والأذن والقدم ويجد الشخص أن مقاس حذائه تغير، فضلًا عن ظهور شعر زائد في الجسم.
التشخيص المبكر لأورام الدماغ
أوضح كامل أن التشخيص يتم حسب الأعراض التي يشكو منها المريض أولًا، ثم يقوم الطبيب بإجراء الأشعة، مثل: الرنين المغانطيسي والأشعة المقطعية على المخ.
وتساعد هذه الأشعة في تحديد المنطقة التي يوجد فيها الورم، سواء كان في خلايا المخ أو الأغشية (الخلايا السحائية) أو الشرايين الداخلية للمخ أو ورم في الأنسجة.
اقرأ أيضًا: هل تحليل CBC يكشف السرطان؟
العلاجات الحديثة لأورام الدماغ
تتوافر العلاجات الحديثة لأورام الدماغ في غرف العمليات، فأصبح هناك أجهزة حديثة لقياس المراكز الحيوية في المخ، وفقًا لأستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب.
وهناك بعض الجراحات التي يكون فيها المريض يقظ وواعي، وذلك لتجنب ملامسة مراكز الحركة في المخ والاطمئنان على حركة المريض، مثل حركة اليد والقدم، ولكن يكون تحت تأثير التخدير الموضعي.
أما في الجراحة الإشعاعية، يتم استعمال جرعات من الأشعة التي تصيب الورم فقط دون الاقتراب من الأنسجة المحيطة به في المخ، وتستخدم هذه الطريقة العلاجية في بعض حالات الأورام والمرضى كبار السن والأورام المتواجدة قي مناطق لا يمكن الوصول اليها.
علاج أورام الدماغ عند الاطفال
أشار كامل إلى أن مرضى أورام الدماغ من الأطفال لا يتم استخدام العلاج الإشعاعي في التعامل معهم، وذلك لتجنب آثاره الجانبية على نمو الطفل.
لذا يفضل الجراحة واستئصال الورم، بالإضافة إلى جلسات العلاج الكيميائي.
مناقشة حول هذا المقال