يعد قصور الغدة الدرقية من المشكلات الصحية التي تصيب بعض الفئات مسببة ظهور العديد من الأعراض المزعجة، ويستلزم علاجها ضرورة الكشف فور حدوث أي علامات وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة تحت إشراف الطبيب المختص.
ما معنى قصور الغدة الدرقية؟
يحدث قصور الغدة الدرقية نتيجة لعدم قدرة الجسم علي إنتاج ما يكفي من الهرمونات.
وتعتبر الغدة الدرقية بمثابة غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة العنق تقوم بإفراز الهرمونات المناسبة لمساعدة الجسم على تنظيم واستخدام الطاقة.
تعد الغدة الدرقية مسؤولة عن توفير الطاقة لكل عضو في أعضاء الجسم تقريبًا، و تتحكم أيضًا في عدة وظائف مثل دقات القلب وكيفية عمل الجهاز الهضمي.
وتبدأ وظائف الجسم الطبيعية في التباطؤ عن العمل عند عدم وجود الكمية المناسبة من هرمونات الغدة الدرقية.
يؤثر قصور الغدة الدرقية على النساء بشكل أكثر من الرجال، و عادةً ما يصيب الأشخاص فوق سن 60 عامًا ، ولكن يمكن أن يبدأ في أي عمر. يمكن اكتشافه من خلال فحص الدم الروتيني أو بعد بدء الأعراض.
يطلق على الشكل الخفيف المبكر للحالة اسم قصور الغدة الدرقية تحت الإكلينيكي، ويكون العلاج بسيطًا و آمنًا و فعالًا في حالة التشخيص المبكر.
ما مدى شيوع قصور الغدة الدرقية؟
تعد هذه المشكلة الصحية شائعة إلى حد ما، ويصبح المرض أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، فالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يتعرضون لهذه المشكلة الصحية بشكل متكرر.
تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض أيضًا، حيث تعاني واحدة من كل 8 نساء من هذه الحالة.
أعراض قصور الغدة الدرقية
تختلف الأعراض من شخص لآخر، حيث تؤثر شدة الحالة على ظهور العلامات والأعراض، وقد يصعب أحيانًا التعرف عليها.
من الممكن أن تشمل الأعراض المبكرة علي زيادة الوزن والتعب، و هما أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، وقد تحدث بعض التغييرات المرتبطة بالغدة أيضًا، و لكن يصعب إدراكها حتى تظهر المزيد من العلامات، والتي تشمل ما يلي:
- إعياء.
- زيادة الوزن.
- انتفاخ الوجه.
- الشعور بالكتئاب.
- الإمساك.
- الشعور الدائم بالبرد.
- انخفاض نسبة التعرق.
- بطء معدل ضربات القلب.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- جفاف الجلد.
- جفاف الشعر.
- ضعف الذاكرة.
- مشكلات الخصوبة أو تغيرات في الدورة الشهرية.
- ضعف أو تصلب العضلات.
- ألم وتيبس في المفاصل.
- بحة في الصوت.
وبالنسبة لمعظم الاشخاص قد تتطور أعراض الحالة تدريجيًا على مدار سنوات عديدة، و مع تباطؤ عمل تلك الغدة أكثر فأكثر يمكن التعرف على الأعراض بسهولة أكبر.
ويجب التوجه للطبيب على الفور في حال ظهور أي أعراض، مع الحرص على إجراء فحص دم للتأكد من الإصابة بالمرض أم لا.
اقرأ أيضًا: كم يستغرق علاج خمول الغدة الدرقية؟
أسباب قصور الغدة الدرقية
يعمل الجهاز المناعي على حماية خلايا الجسم من غزو البكتيريا والفيروسات له من خلال إرسال خلايا مضادة لتدمير الخلايا الغريبة.
في بعض الأحيان، يقوم الجسم بالخلط بين الخلايا الطبيعية الصحية والخلايا الضارة، و تسمي هذه العملية باستجابة المناعة الذاتية.
إذا لم يتم تنظيم أو علاج استجابة المناعة الذاتية، فإن جهاز المناعة سيقوم بمهاجمة الأنسجة السليمة، ويمكن أن يسبب ذلك مشكلات صحية عديدة من بينها قصور الغدة الدرقية.
وإذا كانت الغدة الدرقية تقوم بفرز الهرمونات بكثرة، فهذا يشير إلى الإصابة بحالة تعرف باسم فرط نشاط الغدة الدرقية، ويهدف علاج هذه الحالة إلى تقليل إنتاج هرمون الغدة الدرقية، وربما يسبب هذا العلاج أحيانًا انخفاض الهرمونات بقاء مستويات هرمون الغدة الدرقية منخفضة بشكل دائم، ويحدث هذا غالبًا بعد العلاج باليود المشع.
وفي حال إزالة الغدة الدرقية بالكامل أو بشكل جزئي نتيجة التعرض لأي مشكلات، فسوف يصاب الشخص بقصور بها، ما يستوجب ضرورة إجراء اختبارات الدم لتحديد الدواء الذي يحتاجه المريض.
ومن الممكن أن يسبب العلاج الإشعاعي المستخدم في محاربة سرطان الرأس أو الرقبة أو سرطان الغدد الليمفاوية أو اللوكيميا إبطاء أو إيقاف إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
قد تؤدي العديد من الأدوية إلى خفض إنتاج هرمونات الغدة الدرقية مثل الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات النفسية أو السرطان أو أمراض القلب، مثل:
- الليثيوم.
- ميتوتان (ليسودرين) ، دواء سرطان الغدة الكظرية.
- انترلوكين 2 (IL-2).
- أميودارون (باسيرون) ، دواء مضاد لاضطراب النظم.
عوامل خطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية
- بلوغ 60 عامًا على الأقل.
- التاريخ العائلي المرضي.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل متلازمة سجوجرن ومرض السكري من النوع الأول.
- النساء أكثر عرضة للإصابة.
تشخيص قصور الغدة الدرقية
يتم استخدام أداتين أساسيتين لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بهذه المشكلة، بالإضافة إلي الفحص الطبي واختبارات الدم.
يقوم الطبيب بعمل فحصًا جسديًا شاملاً و التحقق من وجود بعض العلامات مثل جفاف الجلد وبطء ردود الفعل وتورم في الرقبة وانخفاض معدل ضربات القلب.
يسأل الطبيب أيضًا عن أي أعراض أخرى يعاني منها المريض، مثل التعب أو الاكتئاب أو الإمساك أو الشعور بالبرد المستمر.
تحاليل الدم لكشف قصور الغدة الدرقية
اختبارات الدم هي الطريقة الوحيدة لتأكيد تشخيص الحالة، حيث يقيس اختبار الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH) مقدار الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH) الذي تفرزه الغدة النخامية.
إذا كانت الغدة الدرقية لا تنتج ما يكفي من الهرمونات، فإن الغدة النخامية ستعزز هرمون TSH لزيادة إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
بمعنى أخر، إذا كان هناك قصور بالغدة الدرقية، فستكون مستويات TSH مرتفعة، حيث يحاول الجسم تحفيز المزيد من نشاط هرمون الغدة الدرقية، أما إن كان هناك فرط بنشاطها، فستكون مستويات TSH منخفضة بسبب محاولات الجسم إيقاف إنتاج المزيد من الهرمونات بشكل مفرط.
يعد اختبار مستوى هرمون الغدة الدرقية (T4) مفيدًا أيضًا في تشخيص هذه المشكلة الصحية، وهو أحد الهرمونات التي تنتجها هذه الغدة.
عادةً تحدث الإصابة بهذا المرض إذا كان مستوى T4 منخفضًا و مستوى TSH مرتفعًا.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية؟
علاج قصور الغدة الدرقية
يعد قصور الغدة الدرقية حالة مزمنة تستمر مدى الحياة بالنسبة للعديد من الأشخاص، لكن يمكن أن تقلل الأدوية من حدة الأعراض.
من الأفضل علاج قصور الغدة الدرقية باستخدام ليفوثيروكسين (ليفوكسيل ، سينثرويد)، يقوم الدواء بإعادة مستويات الهرمونات إلى الدم.
و بمجرد استعادة مستويات الهرمون، فمن المرجح أن تختفي أعراض الحالة أو تصبح أكثر قابلية للتحكم بها، وربما يستغرق الأمر عدة أسابيع بمحرد بدء العلاج.
في معظم الحالات، يجب أن يتناول المرضى الدواء طوال حياتهم، ومع ذلك فمن غير المرجح أن يستمروا في تناول الجرعة نفسها، خاصة في حال الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
مضاعفات قصور الغدة الدرقية
- تضخم الغدة الدرقية.
- إصابة العصب.
- الاعتلال العصبي المحيطي.
- متلازمة النفق الرسغي.
- انخفاض وظائف الكلى في حالات المرض الشديد.
- غيبوبة الوذمة المخاطية في حالات المرض الشديد.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية أيضًا إلى العقم أو المضاعفات المرتبطة بالحمل.
علاج قصور الغدة الدرقية بالغذاء
لا يتبع المرضى نظامًا غذائيًا محددًا، لكن هناك بعض النصائح التي يُراعى الالتزام بها، وتشمل:
اتباع نظام غذائي متوازن
يجب اتباع نظام غذائي يحتوي على الحبوب الكاملة والفاصوليا والبروتينات الخالية من الدهون والفواكه والخضروات التي تحتوي علي كمية كافية من اليود.
الحد من تناول الصويا
تعيق الصويا امتصاص هرمونات الغدة الدرقية، لذلك إن كنت تشرب أو تأكل الكثير من منتجات الصويا، قد لا يتمكن الجسم من امتصاص الدواء بشكل صحيح.
ويجب تجنب تناول أو شرب الأطعمة التي تحتوي على الصويا لمدة 4 ساعات على الأقل قبل وبعد تناول الدواء.
الاعتدال من تناول الألياف
تتداخل الألياف مع امتصاص الهرمون، ومن ثم يُنصح بتجنب تناول الدواء في غضون عدة ساعات من تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
لا تتناول أدوية الغدة الدرقية مع المكملات الأخرى
إذا كنت تتناول مكملات أو أدوية بالإضافة إلى أدوية الغدة الدرقية، فحاول تناولها في أوقات مختلفة. يمكن أن تتداخل الأدوية الأخرى مع الامتصاص، لذلك من الأفضل تناول دواء الغدة الدرقية على معدة فارغة بدون تناول أدوية أو أطعمة أخرى.
المصدر: Health Line
مناقشة حول هذا المقال