علاج مرض الفصام نهائيًا يعد أمرًا يحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات وتوافر سبل أحدث في العلاج، فعادة ما يتم استخدام الأدوية المختلفة والعلاجات النفسية للتعامل مع الحالة.
ما هو الفصام؟
يعد الفصام واحدًا من الأمراض العقلية، ويُعرف أيضًا باسم “الشيزوفرينيا”، ويظهر عادة في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ، ويمكن أن يؤثر على الكلام والتفكير والعواطف وغيرها من التفاعلات الاجتماعية والأنشطة اليومية.
يمكن أن يؤثر هذا المرض على حياة المحيطين بالمصاب أيضًا، ويتطور في وقت مبكر عند الذكور أكثر من الإناث.
وفي بعض الحالات، يبدأ الشخص في إظهار سلوكيات غير عادية منذ الطفولة، لكن هذه السلوكيات تصبح أكثر وضوحًا مع التقدم في السن، وفي حالات أخرى، قد تظهر الأعراض فجأة.
يعتبر الفصام حالة تستمر مدى الحياة، ولكن العلاج يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض.
ويرى بعض الخبراء أن هناك أنواع فرعية مختلفة من الفصام، مثل الفصام المصحوب بجنون العظمة والاضطراب الفصامي العاطفي والفصام الطفولي.
اقرأ أيضًا: المرض النفسي – كل ما تريد معرفته عنه
أعراض الفصام
يؤثر الفصام على المرضى بطرق مختلفة، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة. وتشمل:
- كلام مشوش يصعب على الآخرين فهمه.
- عدو جود تعبيرات الوجه.
- قلة التعبير العاطفي.
- عدم وجود الحافز.
- صعوبة في التركيز.
- الذهان،
- الأوهام والهلوسة.
- تقلب المزاج.
- القلق والتوتر.
- الاكتئاب.. يمكنك معرفة ما إن كنت مريض بالاكتئاب من خلال إجراء الاختبار من هنا
يعتقد الشخص الذي يعاني من الأوهام أن شيئًا ما صحيح ومؤكد على عكس الحقيقة تمامًا، فعلى سبيل المثال، يظن المريض أنه شخص مهم للغاية ويلاحقه الآخرين أو يحاولون السيطرة عليه عن بعد، وربما يظن أن لديه صلاحيات أو قدرات غير عادية.
تشير الهلوسة إلى سماع أصوات غير موجودة، ويمكن أيضًا أن تؤثر على جميع الحواس، فعلى سبيل المثال، قد يرى الشخص أشياء غير موجودة بالفعل أو يشعر بها أو يتذوقها أو يشمها.
ومن الممكن أن تجد مريض الفصام ينتقل في كلامه من موضوع إلى آخر دون سبب منطقي، ما يجعل من الصعب على الآخرين متابعة ما يحاول أن يقوله.
ويعاني مريض الفصام أيضًا من مشكلات في الذاكرة وصعوبة في فهم واستخدام المعلومات، وربما يهمل القيام بالأنشطة اليومية أو يصبح غير قادرًا على التحدث أو الحركة.
وربما يستجيب الشخص بشكل غير لائق أو لا يستجيب على الإطلاق للمناسبات الحزينة أو السعيدة، كما يمكن أن ينسحب من الحياة الاجتماعية، وربما بشعر بالخوف من أن شخصًا ما سيؤذيه.
لا يدرك كثير من المصابين بالفصام أنهم يعانون من مشكلة من الأساس، حيث يمكن أن تبدو الهلوسة والأوهام لديهم واقعية، كما يصبح من الصعب إقناع الفرد بتناول الدواء. لأنه قد يخاف من الآثار الجانبية الناتجة عنه أو يعتقد أن الدواء سيؤذيه.
أعراض الفصام عند المراهقين
تشمل أعراض الإصابة بمرض الفصام عند المراهقين كل العلامات السابقة، إلى جانب بعض العلامات الأخرى مثل:
- البعد عن الأصدقاء والعائلة والمقربين.
- تراجع مستوى التحصيل الدراسي في المدرسة.
- اضطرابات في النوم والأرق.
- الغضب باستمرار.
- عدم وجود حافز للتطور.
أسباب الفصام
1. الجينات الوراثية
في حال وجود جينات وراثية من أفراد الأسرة، خاصة الأب أو الأم أو الأشقاء، تزداد فرص الإصابة به، وإن لم يكن، تصبح مخاطر التعرض للمرض أقل من 1%.
2. خلل كيميائي في الدماغ
يبدو أن الفصام يتطور عندما يكون هناك خلل في ناقل عصبي يسمى الدوبامين، وربما أيضًا السيروتونين في الدماغ.
3. العوامل البيئية
تشمل العوامل البيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالفصام :
- التعرض لصدمة أثناء الولادة.
- سوء التغذية قبل الولادة.
- العدوى الفيروسية.
- العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الصدمات. يمكنك قراءة المزيد عن اضطراب ما بعد الصدمة – علامات تكشف إصابتك به
- تناول بعض الأدوية.
- وجد العلماء أدلة تشير إلى أن بعض المواد الموجودة في الحشيش يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالفصام لدى الأشخاص المعرضين للإصابة به.
هل يمكن علاج مرض الفصام نهائيًا؟
يعد الفصام حالة مرضية تستمر مدى الحياة، لكن العلاج الفعال يمكن أن يساعد الشخص على التحكم في الأعراض ومنع الانتكاسات وتجنب الحاجة إلى الاحتجاز بالمستشفى، وبشكل عام، لا يمكن علاج مرض الفصام نهائيًا.
ومن الضروري أن يستمر الشخص في خطة العلاج حتى لو تحسنت الأعراض، لأنه إذا توقف الشخص عن تناول الدواء، فقد تعود الأعراض بشكل حاد.
تشخيص مرض الفصام
ليس هناك اختبار تشخيصي لتقييم مرض انفصام الشخصية، لكن يقوم الطبيب باكتشاف المرض من خلال مراقبة سلوك الشخص، وتوجيه بعض الأسئلة للمصاب أيضًا عن التاريخ العائلي المرضي واستفسارات حول الصحة البدنية والعقلية.
ويوصي الطبيب في بعض الحالات بإجراء فحوصات لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى التي تسبب هذه الأعراض، مثل الورم أو إصابة الدماغ أو حالة صحية عقلية أخرى، مثل الاضطراب ثنائي القطب.
ولتشخيص مرض انفصام الشخصية، يجب أن يعاني الشخص من اثنين على الأقل من الأعراض لمدة شهر وعلى رأسها: الأوهام والهلوسة والتحدث بكلام غير منظم والسلوك غير الطبيعي تمامًا وعدم وجود أي مشاعر إيجابية أو سلبية وعدم القدرة على الدراسة أو العمل أو التفاعل مع الآخرين أو القيام بمهام الرعاية والعناية الشخصية.
وحتى يتم تشخيص المرض بدقة، يجب أن تستمر الأعراض لمدة 6 أشهر أو أكثر، وألا تكون الأعراض أيضًا بسبب حالة صحية أخرى أو دواء موصوف أو استخدام مواد أخرى.
علاج مرض الفصام
يختلف علاج مرض الفصام حسب كل حالة، وسيقوم الطبيب بتحديد العلاج ليناسب كل فرد، تتضمن بعض خيارات العلاج المحتملة ما يلي:
الأدوية المضادة للذهان
يمكن أن يتناول الشخص الأدوية المضادة للذهان عن طريق الحقن، بحيث يتم تناول حقنة كل 3 أشهر حسب نوع الدواء.
العلاج السلوكي
يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج على تطوير مهارات التأقلم لدى مريض الفصام ومتابعة أهداف حياته.
تلقي رعاية خاصة
يحتاج علاج مريض الفصام إلى تلقي رعاية خاصة، بحيث يتم تناول الأدوية ومشاركة الأسرة والخدمات التعليمية في إطار خطة علاجية شاملة.
العلاج الدوائي
تشمل بعض الأدوية الشائعة لمرض انفصام الشخصية، ما يلي:
- ريسبيريدون (ريسبردال).
- أولانزابين (زيبريكسا).
- كيتيابين (سيروكويل).
- زيبراسيدون (جيودون).
- كلوزابين (كلوزاريل).
- هالوبيريدول (هالدول).
وهناك العديد من هذه الأدوية لها آثار جانبية حادة، بما في ذلك الأعراض العصبية وزيادة الوزن، ومع ذلك، من الممكن أن يتناول المريض الأدوية الحديثة ذات الآثار الجانبية الأقل حدة، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
العلاج بالصدمات الكهربائية
تتطلب بعض حالات الفصام العلاج بالصدمات الكهربائية، وذلك إذا فشلت جميع الأدوية والعلاجات الأخرى في تحقيق النتائج المطلوبة، إلى جانب معاناة المريض من الاكتئاب.
قد يهمك أيضًا: الاكتئاب.. أنواعه وعلامات الإصابة به وعلاجه
هل يحتاج مريض الفصام إلى احتجازه بالمستشفى؟
في بعض الحالات، يصبح احتجاز مريض الفصام في المستشفى أمرًا ضروريًا، وتحديدًا في حال مروره بأزمة شديدة أو ظهور أعراض أكثر حدة، حيث يحتاج في هذه الفترة إلى متابعته وضمان سلامته وتقديم الرعاية والتغذية المناسبة وحصوله على قدر كافي من النوم الكافي والاعتناء بالنظافة الشخصية له.
لقراءة المزيد عن الأمراض العقلية والنفسية اضغط هنا
المصدر: Medical News Today
مناقشة حول هذا المقال