المياه الزرقاء في العين أو الجلوكوما مرض يُصيب العين، ويمكن أن يتلف العصب البصري الذي يزود الدماغ بالمعلومات المرئية من العين.
تحدث المياه الزرقاء في العين غالباً نتيجة ارتفاع الضغط داخل العين، إذ يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد إلى تآكل أنسجة العصب البصري والذي بدوره يؤدى إلى فقدان البصر أو حتى العمى.
ويساعد اكتشاف الجلوكوما مبكرًا على منع تطور فقدان البصر، لذا من الضروري عمل فحوصات العين الشاملة سنوياً لمراقبة أي تغيرات في الرؤية منذ البداية.
أعراض المياه الزرقاء
وتختلف أعراض المياه الزرقاء في العين من شخص لآخر حسب نوعها، وتشمل:
- ألم شديد في العين.
- الغثيان.
- القيء.
- احمرار في العين.
- اضطرابات مفاجئة في الرؤية.
- رؤية حلقات ملونة حول الأضواء.
اقرأ أيضًا: 7 علامات تستدعي زيارة طبيب العيون
أسباب المياه الزرقاء
يصنع الجزء الخلفي من العين سائلاً واضحاً يسمى الخلط المائي الذي يملأ الجزء الأمامي من العين، ثم يترك العين من خلال قنوات في القرنية والقزحية.
في حالة انسداد هذه القنوات فإن السائل يتراكم في العين مسبباً زيادة الضغط داخلها (IOP) وباستمرار زيادة الضغط قد يتضرر العصب البصري وتتلف الأعصاب والذي يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر.
والسبب الحقيقي وراء زيادة ضغط العين غير معروف حتى الآن، ولكن يعتقد الأطباء أن العوامل الآتية قد تتسبب في زيادة خطر ارتفاع ضغط العين، وهي:
- استخدام قطرات توسيع العين.
- انسداد القنوات المسؤولةعن تصريف الخلط المائي.
- بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.
- ضعف تدفق الدم إلى العصب البصري.
- ارتفاع ضغط الدم.
اقرأ أيضًا: جفاف العين، الأعراض وكيفية العلاج والوقاية
أنواع الجلوكوما
توجد 5 أنواع رئيسية من الجلوكوما. وهم:
الزرق مفتوح الزاوية
يعد الزرق مفتوح الزاوية أو المزمن الأكثر شيوعاً، وليس له أي أعراض باستثناء فقدان البصر التدريجي، وهو من أسوأ الأنواع لأنه قد يؤدي إلى فقدان البصر قبل ظهور أي اعراض مرضية يمكن من خلالها التشخيص.
الزرق منغلق الزاوية
يعد هذا النوع من المياه الزرقاء من الحالات الطارئة التي تتطلب التدخل السريع، إذ يحدث نتيجة منع تدفق السائل (الخلط المائي) بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى تراكمه وزيادة الضغط بسرعة.
في حالة الشعور بالألم الشديد والغثيان وعدم وضوح الرؤية التوجه فوراً إلى الطبيب.
الجلوكوما في الأطفال
قد يولد بعض الأطفال بعيب خلقي في زاوية العين، مما يبطئ أو يمنع التصريف الطبيعي للسوائل داخل العين. ويعاني هؤلاء الأطفال من ضبابية العين وزيادة إفراز الدموع وحساسية الضوء.
الجلوكوما الثانوية
تعد الجلوكوما الثانوية أحد الآثار الجانبية للإصابة أو مشكلة في العين الأخرى، مثل إعتام عدسة العين أو أورام العين أو الأدوية كالكورتيكوستيرويدات.
اقرأ أيضًا: إجهاد العين، الأعراض والأسباب والعلاج
المياه الزرقاء ذات الضغط الطبيعي
قد يتلف العصب البصري في بعض الحالات بالرغم من أن ضغط العين لا يتجاوز المعدل الطبيعي، والسبب الحقيقي وراء ذلك غير معروف حتى الآن.
ولكن يمكن أن تكون الحساسية الشديدة أو نقص تدفق الدم إلى العصب البصري عاملاً في هذا النوع من الجلوكوما.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمياه الزرقاء
حسب آخر تقاربر المنظمة الصحة العالمية، فإن المياه الزرقاء في العين هي السبب الرئيسي الثاني للعمى حول العالم، وتشمل عوامل خطر الإصابة ما يلي:
- العمر، يزيد خطر الإصابة بالزرق عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
- مشكلات العين، يمكن أن تؤدي التهابات العين المزمنة والقرنيات الرقيقة إلى زيادة الضغط في العين.
- التاريخ العائلي المرضي، يعد الزرق مفتوح الزاوية من الأمراض الوراثية، لذلك إذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني من المياه الزرقاء فإن لديك خطر الإصابة بها.
- التاريخ الطبى، يعد مرضى السكري الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب لديهم فرص متزايدة للإصابة بالجلوكوما.
- الأدوية، قد يؤدي استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترات طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بالزرق الثانوي.
تشخيص المياه الزرقاء في العين
لتشخيص الجلوكوما يبدأ طبيب العيون في البداية لأخذ التاريخ المرضي والعائلي والسؤال عن الأعراض، ثم يستخدم إحدى الفحوصات التالية لتأكيد التشخيص، وهي:
- قياس ضغط العين.
- فحص زاوية التصريف.
- قياس سمك القرنية.
- اختبار مجال الرؤية.
- الكشف عن أي تلف بالعصب البصري.
علاج المياه الزرقاء
يهدف علاج المياه الزرقاء إلى تقليل ضغط العين لمنع أي تطورات قد تصل إلى حد فقدان للبصر، ومن أهم علاجات المياه الزرقاء في العين:
- استخدام قطرات العين.
- الجراحة بهدف تسليك القنوات المسدودة.
اقرأ أيضًا: أنواع عمليات العيون وأسعارها
هل يمكن الوقاية من المياه الزرقاء؟
لا يمكن الوقاية من المياه الزرقاء، لكن من المهم اكتشافها مبكرا حتى يتمكن الشخص من بدء العلاج الذي سيساعد على منع المضاعفات المرضية.
ويمكن ذلك عن طريق عمل فحص دوري وروتيني للعين سنوياً لاكتشاف الجلوكوما قبل أن تتطور.
مناقشة حول هذا المقال