علاج البلغم عند الأطفال مطلبًا تسعى إليه جميع الأمهات سواء عن طريق الأعشاب الطبيعية المهدئة للسعال أو الأدوية الفعالة المناسبة لعمر الطفل، وعادة ما يفضل استشارة الطبيب المختص لتحديد سبب البلغم والكحة المصاحبة له.
ما هو البلغم؟
قالت الدكتورة ريم إبراهيم، أستاذ طب الأطفال بكلية طب جامعة القاهرة، إن البلغم عبارة عن زيادة في إفرازات الجهاز التنفسي، نتيجة لتعرضه للالتهاب أو الحساسية، ويعتبر واحدًا من الأعراض التي تشير للإصابة بأمراض عديدة.
وأضافت، أن البلغم عادة ما يصاحبه كحة سواء متوسطة أو شديدة، ويعد دليلاً على الإصابة بعدوى سواء كانت فيروسية أو بكتيرية أدت إلى حدوث التهاب بالجهاز التنفسي، وهناك نوعان من الالتهابات، هما:
1. الالتهابات الحادة
قد ينتج البلغم بسبب الإصابة بالتهابات حادة، مثل التعرض أولاً لنزلات البرد العادية التي تسبب الرشح والعطس، ثم يحدث مضاعفات وتظهر الكحة المصحوبة بالبلغم والتي عادة تستمر لمدة أسبوعين أو أقل.
2. الالتهابات المزمنة
ينتج عن الالتهابات المزمنة الكحة المصحوبة بالبلغم، والتي تستمر لمدة طويلة تزيد عن أسبوعين.
أسباب البلغم عند الأطفال
يتكون البلغم بسبب إفرازات أو التهابات في المنطقة الخاصة بالأنف أو التهابات الجهاز التنفسي، وتشمل مصادره ما يلي:
- إفرازات خلف الأنف، تسبب رغبة الطفل في الكحة من أجل خروج البلغم.
- إفرازات من الجيوب الأنفية تصل إلى القصبة الهوائية، وتسبب تهيج وكحة باستمرار، ويتميز هذا النوع من البلغم بأنه يؤدي إلى سعال الطفل بكثرة طوال الليل، وذلك بسبب نزول تلك الإفرازات أثناء النوم، ما يزيد الحاجة الملحة لطرد البلغم من خلال الكحة.
- التهابات في الحنجرة والقصبة الهوائية والشعب الهوائية الأساسية والدقيقة، وتتميز الكحة المصحوبة بالبلغم في هذه الحالة باستمرارها طوال اليوم وليس في الليل فقط.
اقرأ أيضًا: الكحة عند الأطفال – 5 أسباب أساسية وعلاجها
إلى ماذا يشير نوع ولون البلغم عند الأطفال؟
- الأبيض الفاتح
يشير نوع البلغم إلى نوع العدوى، فعلى سبيل المثال، عندما يكون البلغم خفيف ولونه فاتح أبيض يكون بسبب الإصابة بالحساسية أو عدوى فيروسية.
- الأصفر والأخضر
يكون البلغم لونه أصفر وأخضر في حالة وجود حويصلات وخراج في الرئة يسببان في حدوث التهاب رئوي مزمن، ما يؤدي إلى حدوث كحة مزمنة مصحوبة ببلغم ينزل بكمية كبيرة تملئ أكثر من كوب.
- الدموي
هناك بعض عيوب أمراض القلب، مثل ضيق الصمام الميترالي، التي تسبب تكون بلغم خفيف ولكنه دموي، لذا فإن البلغم قد يكون عرض لأمراض القلب.
كيف يتم طرد البلغم عند الأطفال؟
يقوم الأطفال الكبار بطرد البلغم من خلال الكحة المستمرة، فيبدأ خروج البلغم عن طريق الفم، أما الرضع لا يستطيعون طرده، فيتم بلعه ثم ينزل من خلال البراز.
علاج البلغم عند الأطفال بالأدوية
أوضحت أستاذ طب الأطفال بكلية طب جامعة القاهرة، أنه يتم علاج البلغم عند الأطفال بحسب نوع البلغم ونوع الالتهاب المسبب للكحة وله.
يتم علاج البلغم الناتج عن الالتهاب الفيروسي الذي يحدث بسبب الإصابة بنزلة برد ولا يصاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو الكحة الخفيفة أو البلغم الخفيف والأبيض والكحة غير المزعجة للطفل طوال اليوم، من خلال العلاج بالطرق الآتية:
- تناول سوائل بكثرة مثل الماء، الليمون بعسل النحل النعناع واليانسون والعصائر، لإذابة البلغم.
- أدوية مهدئة للسعال.
- عقاقير مكونة من منتجات طبيعة مثل الجوافة.
- دواء أوبلكس.
- دينتامكس.
- دواء روتاهيلكس.
ويحتوي دواء روتاهيلكس على أكثر من مادة طبيعية، مما يجعله مذيب وطارد للبلغم وموسع للشعب الهوائية
أدوية مذيبة فقط للبلغم
- دواء ميكوسول.
- دواء بيسلفون.
أدوية مهدئة للكحة
يتم وصف أدوية مهدئة للكحة، لأنها تساعد على تهدئة الطفل لكي ينام بشكل مريح في الليل.
أدوية لتقليل الاحتقان و الحساسية
- دواء التلفاست.
- كلارتين.
- زيرتك.
تنتج الكحة أحيانًا بسبب حدوث ارتشاح في القناة التنفسية وتساعد الأدوية المضادة للحساسية في تقليل الارتشاح وإفراز البلغم الناتج عن الحساسية، لذا يتم إعطاء دواء للحساسية بالإضافة لمهدىء السعال.
مضاعفات البلغم عند الأطفال
ينتج عن إهمال علاج البلغم والكحة وعدم تناول دواء مضاد للحساسية، زيادة إفراز الجهاز التنفسي و تراكم البكتيريا، فيتحول من التهاب فيروسي إلى التهاب بكتيري مسببًا الأعراض التالية:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- زيادة نوبات السعال.
- تحول البلغم من الأبيض للأصفر والأخضر.
- التهاب رئوي.
- قلة نشاط الطفل.
- فقدان الشهية.
علاج البلغم عند الأطفال الناتج عن الالتهاب البكتيري
يصف الأطباء أدوية المضادات الحيوية مثل دواء شراب في حالات الالتهاب البسيطة، أما الحقن توصف للطفل في حالة حدوث التهاب في الرئة، ويجب إجراء بعض التحاليل، مثل:
- صورة دم كاملة.
- سرعة الترسيب، في حالة ظهور النتائج مرتفعة، يجب التدخل سريعًا لعدم حدوث التهاب رئوي.
علاج البلغم عند الرضع
لا توصف الأدوية المذيبة للبلغم للرضع أقل من ٦ أشهر، لعدم قدرتهم على الكحة وطرد البلغم، ويوجد علاجات أخرى مسموحة للرضع، وأهمها ما يلي:
- دواء للحساسية.
- مضاد حيوي في حالة الالتهاب البكتيري،
- مذيب مخاط الأنف العادي مثل محلول ماء البحر.
- لبوس كافسيد، عبارة عن بارسيتامول وهي مادة تخفض الحرارة، بالإضافة إلى احتوائه على مواد تهدئ السعال.
- دواء الروتاهيلكس، الذي يعد من الأدوية المسموح بِها بداية عمر شهر لأنه مكون من أعشاب طبيعية، وموسع جيد للشعب الهوائية.
طرق طبيعية لعلاج البلغم عند الأطفال و الرضع
وصفت أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، طرق طبيعية متعددة لعلاج البلغم عند الاطفال والرضع، وأبرزها:
- الرضاعة الطبيعية لاحتواء حليب الأم على أجسام مضادة مناعية، تقوي مناعة الطفل عندما يرضع من ثدي الأم.
- شرب المياه بداية من سن ٤ أشهر ويجب أن يكون الماء مغلي.
- شرب الأم الكثير من الماء والسوائل حتى تنتقل هذه السوائل من حليب ثدي الأم للطفل.
- تناول مشروبات الأعشاب مثل البيبي كالم و والدوماك.
- استخدام جهاز البخار الخاص للطفل، وإضافة عليه محلول الملح لطرد البلغم، لمدة 10 دقائق.
- عند إصابة الطفل بالتهاب في الأحبال الصوتية، يمكن استخدام مادة السيبازول، ووضعها في ماء مغلي في غرفة مغلقة لمدة 5 دقائق لاستنشقاء الهواء، ثم يخرج الطفل في غرفة أخرى، مما يعمل على حدوث انقباض في الشعب الهوائية، مما يقلل من إفراز البلغم.
- نوم الطفل على وسادة مرتفعة.
- تجشؤ الطفل باستمرار أثناء وبعد الرضاعة.
- رضاعة الطفل ويكون في وضعية 45درجة، في حالة الكحة والبلغم الناتجة عن ارتجاع المريء والمعدة، لأن عضلة المريء تكون ضعيفة عند بعض الأطفال، مسببة حدوث الكحة الليلية وقد تتحول لالتهابات على الصدر.
- تناول أدوية لتقليل الارتجاع وحموضة المعدة
- أدوية تزويد حركة الأمعاء للأسفل لعدم ارتداد الحمض للأعلى.
- عدم استلقاء الطفل تماما والنوم على ظهره، فيجب أن يكون مرفوعًا 30 درجة على وسادة بعد نصف ساعة من الرضاعة، لأن في هذا الوقت يخرج الحليب من المعدة للأمعاء.
مناقشة حول هذا المقال