يعد سرطان الثدي واحدًا من أنواع السرطانات التي تصيب النساء والرجال على حد سواء، ويتطلب علاجه الكشف المبكر منعًا لتطور المرض والحاجة إلى استئصال الثدي.
ومع زيادة التوعية بمرض سرطان الثدي، فلا بد من الانتباه إلى العلامات والأعراض الأولى فور ظهورها، وسرعة التوجه إلى الطبيب المختص للفحص، خاصة لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي مرضي.
ما هو سرطان الثدي؟
يشير هذا المرض إلى ظهور ورم أو كتلة في الثدي أو تحت الإبط، وتسبب تغير في شكل ولون الثدي، وذلك نتيجة حدوث مشكلات في الخلايا و الأنسجة بهذه المنطقة، وتصل مضاعفاته أحيانًا إلى استئصال الثدي لمنع انتشار الورم في أماكن أخرى بالجسم.
أعراض سرطان الثدي
- ظهور كتلة في الثدي أو الإبط،ويعد ذلك أولى الأعراض التي تنشأ عند الإصابة بالمرض.
- ألم الإبط أو الثدي، ويستمر بعد انتهاء الدورة الشهرية.
- احمرار وطفح جلدي في الثدي.
- نزول إفرازات من الحلمة، وأحيانًا تكون دموية.
- انقلاب الحلمة.
- تغير حجم أو شكل الثدي.
- تقشير جلد الثدي والحلمة.
ويجب الانتباه إلى أن معظم أورام الثدي ليست سرطانية، فيمكن أن تكون حميدة، لذا يجب زيارة الطبيب المختص والكشف عند ظهور كتلة في الإبط أو الثدي.
مراحل الإصابة بسرطان الثدي
يصنف الطبيب مرحلة سرطان الثدي حسب حجم الورم ومدى انتشارة في الغدد الليمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم، وتشمل:
المرحلة 0
في هذه المرحلة، يٌعرف المرض باسم سرطان القنوات الموضعي، حيث تقتصر الخلايا السرطانية على وجودها داخل القنوات ولم تغزو الأنسجة المحيطة بعد.
المرحلة الأولى
يبلغ حجم الورم في هذه المرحلة 2 سم، ولا يؤدي إلى ظهور مجموعات صغيرة من الخلايا السرطانية في الغدد الليمفاوية.
المرحلة الثانية
يزداد حجم الورم عن 2 سم، و يبدأ في الاتنشارفي العقد اللمفاوية القريبة، لكنه لم ينتشر بعد ليصل إلى الغدد الليمفاوية.
المرحلة الثالثة
يصل حجم الورم إلى 5 سم، وينتشر إلى العديد من العقد الليمفاوية، و يبدأ في الانتشار داخل عدد قليل من الغدد الليمفاوية.
المرحلة الرابعة
يزداد حجم الورم السرطاتي، وينتشر إلى أعضاء بعيدة، مثل العظام أو الكبد أو المخ أو الرئتين.
أسباب سرطان الثدي
يتكون ثدي المرأة من دهون وأنسجة ضامة وآلاف الفصيصات، إلى جانب الغدد الصغيرة المسؤولة عن إنتاج الحليب اللازم للرضاعة الطبيعية، و تحمل الأنابيب أو القنوات الصغيرة الموجودة في الثدي الحليب باتجاه الحلمة.
ويتسبب السرطان في تكاثر الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، أي يحدث نمو مفرط لخلايا الثدي، وعادة ما يبدأ سرطان الثدي في البطانة الداخلية لقنوات الحليب أو الفصيصات التي تمد الثدي بالحليب، ثم ينتشر في مناطق أخرى بالجسم.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي
1. العمر
يزداد خطر الإصابة بهذا المرض مع التقدم في العمر، حيث تصبح النساء الأكبر سنًا أكثر عرضة مقارنة بالفتيات في سن العشرين.
2. الجينات الوراثية
يحمل بعض النساء طفرات معينة في جينات BRCA1 و BRCA2، وهي جينات وراثية تزيد فرص الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض أو كليهما، كذلك ترتبط الطفرات في نمو جين TP53 بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض أيضًا.
وفي حال إصابة أحد الأقارب بهذا المرض، فلا بد من الكشف والمتابعة المستمرة، حيث تزداد فرص الإصابة لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي مرضي.
وتشير الدراسات إلى أن النساء المصابات سابقًا بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى، كما يزيد وجود أورام الثدي غير السرطانية من فرصة الإصابة بالسرطان،
3. أنسجة الثدي الكثيفة
يعد النساء اللواتي يتمتعن بثدي أكثر كثافة عرضة للإصابة بهذا المرض، فضلاً عن زيادة هرمون الاستروجين بالجسم.
وتساعد الرضاعة الطبيعية التي تستمر أكثر من عام في تقليل خطر الإصابة بالمرض، لأن الرضاعة والحمل يخفضان هرمون الاستروجين.
4. السمنة
تزداد مستويات هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث عند النساء أصحاب السمنة والوزن الزائد، كما أن تناول كميات كبيرة من السكر يؤثر على ذلك، ومن ثم ترتفع احتمالية الإصابة بالمرض.
5. تناول الكحول
أثبتت الدراسات أن إفراط النساء في تناول الكحول يعرضهن لخطر الإصابة بهذا المرض، بحسب المعهد الوطني للسرطان.
6. التعرض للعلاج الإشعاعي
يمكن أن يسبب العلاج الإشعاعي للتخلص من سرطان آخر إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد ذلك.
7. العلاجات الهرمونية
أظهرت بعض الدراسات أن تناول حبوب منع الحمل يمكن أن يزيد خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
8. عمليات زرع الثدي
تؤكد الدراسات أن النساء اللواتي خضعن لعمليات زرع الثدي التجميلية لديهن أيضًا مخاطر أعلى للوفاة من المرض..
أنواع سرطان الثدي
هناك عدة أنواع مختلفة من سرطان الثدي ، منها:
1.سرطان القنوات الموضعي: يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا، ويبدأ في قنوات التي تنتج الحليب.
2. السرطان الفصيصي: هو الذي يتكون ويبدأ في الفصيصات.
3. سرطان الثدي الغازي: يحدث عند خروج الخلايا السرطانية من داخل الفصيصات أو القنوات ووتتوغل في الأنسجة المجاورة، ما يزيد من فرصة انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
4. سرطان الثدي غير الغازي :يبقى السرطان في مكانه الأصلي ولم ينتشر بعد.
تشخيص سرطان الثدي
1. فحص الثدي
يقوم الطبيب بفحص الثدي لرؤية أي كتل أو أعراض أخرى من علامات الإصابة بهذا النوع من السرطان، ويطلب من المريض الجلوس أو الوقوف وتحريك ذراعيه في أوضاع مختلفة.
2. الماموجرام
يعد الماموجرام من أنواع الأشعة السينية، التي يستخدمها الأطباء عادة أثناء الفحص الأولى، حيث ينتج صورًا تظهر أي كتل أو تشوهات.
3. الموجات فوق الصوتية
تساعد الموجات الصوتية لمساعدة الطبيب لمعرفة الفرق بين الكتلة الصلبة والكيس الممتلئ بالسوائل.
4. التصوير بالرنين المغناطيسي
يصور التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) صورًا مختلفة للثدي لمساعدة الطبيب في تحديد السرطان أو أي تشوهات.
5. أخذ عينة
يأخذ الطبيب عينة من أنسجة الثدي ويتم تحليلها، لمعرفة ما إن كان هناك خلايا سرطانية حمدية أو خبيثة، ومدى تطور الورم السرطاني ونوعه، وحساسية السرطان لهرمونات الجسم وحجم الورم وتحديد نوع العلاج.
علاج سرطان الثدي
يعتمد العلاج على عدة عوامل لنجاحه، والتي تشمل:
- نوع ومرحلة السرطان.
- حساسية الشخص للهرمونات.
- العمر.
- الحالة الصحية.
وهناك العديد من الطرق المختلفة لعلاج سرطان الثدي، منها: العلاج الاشعاعي والجراحة والأدوية والعلاج الهرموني والكيميائي.
1.الجراحة
هناك أنواع مختلفة من العمليات الجراحية، وتشمل:
استئصال الورم
يتم إزالة الورم الصغير وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به، ويساعد استئصال الكتلة الورمية في منع انتشار السرطان.
استئصال الثدي
يتم إزالة الفصيصات والقنوات والأنسجة الدهنية والحلمة والهالة وجزء من الجلد في الثدي، لإزالة العقد الليمفاوية الموجودة في جدار الصدر.
جراحة العقد الليمفاوية الإبطية
يقوم الطبيب بإزالة الخلايا السرطانية في العقد الليمفاوية مع العديد من هذه العقد في الإبط، لمنع انتشار السرطان.
إعادة البناء
بعد استئصال الثدي ، يمكن إعادة بناء الثدي ليكون بشكل طبيعي بعد استئصاله، ما يحسن الحالة النفسية عند النساء بسبب إزالته.
2. العلاج الإشعاعي
يخضع المريض للعلاج الإشعاعي بعد حوالي شهر من إجراء العمليات الجراحية، وذلك لأنه يتم علاج الورم بجرعات إشعاعية محكومة تقتل أي خلايا سرطانية متبقية.
3. العلاج الكيميائي
يصف الطبيب أدوية العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية، في حال وجود خطر كبير لتكرار الإصابة أو انتشارها، كما يحتاج المريض لإجراء العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص الورم وتسهيل إزالته، ويسمى هذا باسم العلاج الكيميائي المساعد.
4. العلاج الهرموني
يستخدم الأطباء هذا النوع من الدواء، للوقاية من عودة سرطانات الثدي الحساسة للهرمونات مرة ثانية، ويتم استخدام العلاج الهرموني لعلاج السرطانات الموجبة لمستقبلات هرمون الاستروجين (ER) ومستقبلات البروجسترون (PR).
كما يعد العلاج الوحيد للأشخاص الذين لا يمكنهم للخضوع للعمليات الجراحية أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، على أن يتناول المرضى العلاج الهرموني لمدة 5-10 سنوات بعد الجراحة.
وتشمل أنواع العلاج الهرموني، ما يلي:
- عقار تاموكسيفين.
- مثبطات الأروماتاز.
- دواء جوسيرلين، ولكن هذا الدواء يؤثر على نسبة الخصوبة.
5. الأدوية
يساعد تناول الأدوية التالية على علاج هذا النوع من السرطان، والتي تشمل:
- تراستوزوماب (هيرسيبتين).
- لاباتينيب (تيكيرب).
- بيفاسيزوماب (أفاستين).
ولكن يجب تناولها بجرعات يحددها الطبيب المتخصص، لتجنب حدوث أي آثار جانبية بعد ذلك.
ويمكن أن يكون لعلاجات السرطان بعض العواقب غير المرغوب فيها، لذا عند اتخاذ قرار بشأن نوع العلاج ، يجب مناقشة المخاطر المحتملة مع الطبيب والبحث عن طرق لتقليل الآثار الجانبية.
طرق الوقاية من سرطان الثدي
يجب اتباع أنماط حياة صحية للوقاية او التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، والأنواع الأخرى، أبرزها:
- الابتعاد عن تناول الكحول.
- تناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة
- ممارسة التمارين الرياضية.
- الحفاظ على وزن الجسم من الزيادة، ومؤشر كتلة الجسم الصحي (BMI).
- الاعتماد على الرضاعة الطبيعية.
- زيادة التوعية بسرطان الثدي من خلال المناقشات الاجتماعية.
سرطان الثدي عند الرجال
يصيب هذا المرض الرجال بسبب انقسام بعض خلايا الثدي بطريقة سريعة عن الخلايا السليمة، وتشكل الخلايا المتراكمة ورمًا، ثم ينتشر إلى الأنسجة المجاورة أو العقد اللمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم، كما تلعب الجينات الوراثية دورًا في الإصابة أيضًا، خاصة الجين الذي يحمل اسم BRCA2، فهو يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا.
وتظهر الأعراض نفسها عند الرجال والنساء على حد سواء، كما يخضع كلاهما للعلاج نفسه، مثل العلاج الكيميائي والأدوية أو العمليات الجراحية، والعلاج الاشعاعي.
وتشمل عوامل الخطر التي تزيد من خطر إصابة الذكور بهذا المرض:
- التقدم في العمر
يسبب تقدم العمر أحيانًا إصابة الرجل بهذا المرض، خاصة عند بلوغ سن الستين.
- أدوية الأستروجين
قد يسبب تناول الأدوية الهرمونية للرجال، خاصة الاستروجين إلى زيادة فرص الإصابة بسرطان البروستاتا وسرطان الثدي.
- متلازمة كلاينفلتر
تؤدي متلازمة كلاينفلتر إلى نمو الخصيتين بشكل غير طبيعي، ما يؤدي إلى افراز مستويات قليلة من هرمون الأندروجين ومستويات أكثر من هرمونات الاستروجين، ما يعرض الذكور للإصابة بهذا النوع من السرطان.
- أمراض الكبد
يسبب تليف الكبد خلل في هرمونات الذكورة والأنوثة، ما يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
- السمنة
تسبب السمنة زيادة مستويات الستروجين في الجسم، ما ينتج عنه الإصابة بسرطان الثدي للذكور.
- التهاب الخصية أو إجراء جراحة لاستئصالها
ينتج احيانًا عن التهاب الخصية أو إجراء جراحة لاستئصالها زيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
المصادر: Medical News Today – Mayo Clinic
مناقشة حول هذا المقال