حذّر الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، من تناول علاج السكري بالأعشاب أو غيره من الأمراض الأخرى دون دراسة علمية تثبت صحة ذلك.
وقال دكتور حسام موافي، ببرنامجه “ربي زدني علمًا” المذاع على قناة صدى البلد، إنه لا يوجد ما يسمى علاج السكري بالأعشاب، واصفًا ذلك بالخرافات، حيث يقضي الخبراء سنوات عديدة لاختبار قرص الدواء المخصص لعلاج أي مرض، وعادة ما تبلغ هذه المدة حوالي 15 عامًا، منهم 5 سنوات لإجراء تجارب الدواء على الحيوانات، و5 سنوات أخرى لإجراء تجربة الدواء ومفعوله على المرضى، ثم 5 سنوات على الأشخاص المتطوعين.
اقرأ أيضًا: السكري – كل ما يهمك معرفته
وأضاف أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، أن الدواء الواحد لعلاج أي مرض يحتاج إلى تصديقات وموافقات من الهيئات المعنية حتى يتم طرحه بالأسواق والصيدليات، وإذا ثبت أن له آثار جانبية خطيرة تهدد حياة المريض، يتم سحبه على الفور من الصيدليات.
مخاطر علاج السكري بالأعشاب
عبر موافي عن تعجبه من الأشخاص الذين يتناولون الأعشاب لعلاج بعض الأمراض دون إدراك الكمية أو الجرعة المحددة التي يحتاجون إليها، فربما يؤدي تناول جرعة زائدة إلى حدوث مشكلات صحية.
ولفت موافي الانتباه إلى أنه حتى إن شعر المريض بتحسن بعد تناول الأعشاب، فإنها قد تؤثر عليه بالسلب بعد فترة من الوقت، ويمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة، مثل:
- الإصابة بفشل كلوي.
- التعرض للأورام السرطانية.
- احتمالية الوفاة المبكرة في بعض الأحيان.
على سبيل المثال، لا يسمح لمرضى الفشل الكلوي بتناول أي دواء دون مراجعة الطبيب، لأن حوالي ثلاثة أرباع الأدوية الشائعة تزيد من مضاعفات المرض لديهم، مثل أدوية الضغط والسكري، فيصف الطبيب علاجات مخصصة وفقًا لحالتهم الصحية، بعد إجراء التحاليل اللازمة قبل تناول الدواء، حتى لا تتعطل وتضعف وظائف الكلى وتسوء وتتفاقم الحالة الصحية، حسبما ذكر أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني.
قد يهمك أيضًا: السكري عند الأطفال.. أعراض النوع الأول والثاني
وأوضح موافي، أن معظم كليات الطب والصيدلة تتضمن قسم خاص لدراسة العقاقير والأدوية الطبية، من أجل تحديد الجرعة المناسبة من الدواء لكل مريض، ودراسة الآثار الجانبية المحتملة للدواء، وما إن كان يتعارض أو يتداخل مع الأدوية الأخرى، والأشخاص الممنوعين من تناول أدوية معينة.
ويمنع الأطباء تناول الأعشاب والأدوية دون مراجعتهم، لأنه في معظم الأحيان لا يتم دراسة تلك الأعشاب وتأثيرها على الكلى، فحتى شرب الماء الزائد قد يسبب مشكلة في الكلى لدى البعض، وفقًا لموافي.
وأكد موافي أن الأدوية نفسها تتطور وتتغير مع الوقت، مثل دواء نوفالجين المشهور قديمًا لعلاج الصداع، فقد اكتشفت الدراسات بعد ذلك أنه تسبب في حدوث آثار جانبية خطيرة، وتم سحبه فورًا من الأسواق، وتم نزول علاج بديل له.
وتصنع معظم الأدوية في الأساس من النباتات والأعشاب الطبيعية، لكن بنسبة محدد ومقننة ومدروسة قد تصل إلى 5 أو 10 أو 12 ملل لتكون مناسبة مع المرض دون حدوث آثار جانبية ومضاعفات أخرى، بحسب موافي.
مناقشة حول هذا المقال