تعتبر الحصبة أو الحصبة الألمانية عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي، وتعد واحدة من الأسباب الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة في مختلف دول العالم، بالرغم من توفير تطعيم فعال للوقاية منها.
وبلغت حالات الوفاة بسبب الحصبة في العالم عام 2017 ما يقارب 117 ألف حالة، أغلبهم من الأطفال تحت عمر 5 سنوات، وظلت حالات الحصبة تتزايد خلال السنوات الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية.
أعراض الحصبة
تظهر الأعراض في البداية خلال 10- 12 يوم من الإصابة بالفيروس، ويعد انتشار الطفح الجلدي بمثابة العلامة المميزة للإصابة والتي تستمر 7 أيام وتظهر خلال 4 أيام من الإصابة.
وغالبًا ما يتطور الطفح الجلدي ليصل إلى الرأس، وينتشر ببطء إلى بقية أجزاء الجسم، وتشمل أعراضه:
- السعال.
- سيلان الأنف.
- احمرار العين.
- التهاب الحلق.
- ظهور بقع بيضاء في الفم.
اقرأ أيضًا: تحذيرات مهمة من انتشار الحصبة في العالم مرة أخرى
أسباب الحصبة
تحدث الحصبة بسبب العدوى بفيروس من عائلة فيروس الباراموكسي، وهي ميكروبات طفيلية صغيرة سرعان ما تغزو الخلايا بمجرد الإصابة بها.
وتصيب الجهاز التنفسي أولاً، ومع ذلك فإنها تنتشر في نهاية المطاف إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق مجرى الدم.
ومن المعروف أن الحصبة تصيب البشر وليس الحيوانات الأخرى، كذلك فإن هناك 24 نوع جيني معروف لهذا المرض، لكن الشائع منهم 6 أنواع فقط حاليًا.
ويرجع سبب الإصابة إلى انتقال العدوى من الشخص المصاب إلى السليم عن طريق الرذاذ الذي يخرج للهواء أثناء السعال أو العطس.
ويمكن أن تستقر جزيئات الرذاذ أيضًا على الأشياء والأسطح، وبالتالي يتعرض الشخص للعدوى بسهولة عند ملامسة أي سطح يحمل الفيروس، مثل مقبض الباب، ثم وضع يديه على الوجه أو الأنف أو الفم.
ويعيش الفيروس خارج الجسم لفترة أطول مما تعتقد، ففي الواقع، يمكن أن يظل معديًا في الهواء أو على الأسطح لمدة تصل إلى ساعتين.
مضاعفات الحصبة
- عدوى الأذن.
- التهاب الشعب الهوائية.
- الخناق.
- إسهال حاد.
- العمى.
- مضاعفات الحمل، مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- التهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد (SSPE)، وهي حالة تنكسية نادرة في الجهاز العصبي تتطور بعد سنوات من الإصابة
علاج الحصبة
ليس هناك علاج معين للحصبة، فعلى عكس العدوي البكتيرية، فإن العدوي الفيروسية لا يمكن استعمال المضادات الحيوية في التخلث منها.
وعادة ما تختفي الأعراض خلال 2-3 أسابيع من الإصابة، وربما ينصح الطبيب بتلقي التطعيم ضد هذه العدوى خلال 72 ساعة من التعرض للفيروس، للوقاية أو الحد من شدة المرض.
ومن الممكن أن ينصح الطبيب باتباع بعض النصائح للتعافي بشكل أفضل وأسرع، وتشمل:
- أخذ قسط من الراحة لتعزيز صحة جهاز المناعة.
- تناول الكثير من السوائل.
- استخدام الأسيتامينوفين أو الإيبروفين لخفض الحرارة .
- استعمال دواء لتخفيف السعال و التهاب الحلق.
- تناول كبسولات فيتامين أ.
الوقاية من الحصبة
هناك بعض الطرق للوقاية من هذه العدوى، ومنها:
التطعيم
يعد تلقي اللقاح هي أفضل الطرق للوقاية. ويعتبر تلقي جرعتان من التطعيم أمرًا فعالاً بنسبة 97 % للوقاية من العدوي.
وهناك لقاحين متوفرين ضد هذه العدوى، الأول عبارة عن تطعيم ثلاثي يمكنه الوقاية من الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، أما اللقاح الثاني فيحمي من العدوي ذاتها كما يقي من جدري الماء.
يستطيع الأطفال تلقي الجرعة الأولى من التطعيم في سن 12 شهرًا أو أقل في حالة السفر خارج البلاد، أما الجرعة الثانية فتؤخذ في العمر ما بين الرابعة والسادسة، أما البالغين الذين لم يتلقوا أي لقاحات تحصينية يمكنهم طلب اللقاح من الطبيب.
وهناك بعض الأشخاص الممنوعين من تلقي اللقاح، وهم:
- مرضى الحساسية الذين عانوا من رد فعل سابق يهدد حياتهم تجاه لقاح الحصبة أو أحد مكوناته.
- الحوامل.
- مرضى نقص المناعة، بما في ذلك المصابين بفيروس الإيدز وفيروس العوز المناعي البشري وأولئك الذين تلقوا علاجات ضد السرطان أو الذين يتناولوا أدوية تثبط الجهاز المناعي.
هل لقاح الحصبة يسبب التوحد للأطفال؟
يعتقد البعض أن لقاح الحصبة قد يسبب إصابة الأطفال بالتوحد، لذلك كرس العلماء عدد كبير من الدراسات والأبحاث لهذا الموضوع على مدار سنوات عديدة، وتبين عدم وجود أي علاقة بين التطعيم ضد هذه العدوى والتوحد.
ومن الضروري تلقي الغالبية العظمى اللقاح ليس فقط لحماية أنفسهم، ولكن لحماية عائلتهم أيضًا، حيث يقلل من فرص انتشار العدوى، وهو ما يسمى مناعة القطيع التي تستلزم تطعيم ما يقرب من 96 % من السكان.
طرق أخري للوقاية من الحصبة
ليس بإمكان الجميع تلقي اللقاح، لكن هناك طرق أخرى قد تساعد على الحد من انتقال العدوى، ومن بينها ما يلي:
- حافظ على نظافة يديك عن طريق غسلهما جيدًا قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض وقبل لمس الوجه والفم والأنف.
- عدم مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين، مثل الأواني والأكواب وفرشاة الأسنان.
- تجنب الاختلاط بالأشخاص المصابين.
أما اذا كنت مصابًا بالحصبة فعليك اتباع الآتي:
- البقاء في المنزل وعدم الذهاب للعمل أو المدرسة أو أي أماكن عامة منعًا لانتقال العدوى، خاصة خلال الأربعة أيام الأولى من تطور الحصبة إلى طفح جلدي.
- تجنب الاختلاط مع الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض مثل األطفال الرضع و أولئك الذين يعانوا من أمراض نقص المناعة وغير القادرين على تلقي اللقاح.
- قم بتغطية انفك و فمك عند السعال أو العطس، وإذا لم يكن هناك مناديل متوافرة، يمكن استخدام المرفق وليس اليدين.
- تخلص فورًا من كل المناديل التي استخدمتها في الحال.
- تأكد من غسل يديك باستمرار وتطهير أي أسطح أو أشياء تلمسها كثيرًا.
مناقشة حول هذا المقال