يعتبر ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) من الأمراض المزمنة المنتشرة بصورة كبيرة بالعديد من الدول، حيث يعاني نحو 1.3 مليار نسمة في العالم من الإصابة بالمرض حسب الإحصائيات العالمية.
ويُعرف ارتفاع ضغط الدم باسم “القاتل الصامت”، ويشير إلى زيادة تدفق الدم داخل الشرايين والأوردة، ما يسبب العديد من المشكلات الصحية، على رأسها أمراض القلب والسكتات الدماغية، وربما لا تظهر أعراضه بشكل واضح، كما يمكن أن تحدث مضاعفات بشكل مفاجئ،
أعراض ارتفاع ضغط الدم
تكمن مشكلة ارتفاع ضغط الدم في عدم ظهور أي أعراض على أغلب المصابين، ولكن إذا وصل لمرحلة الخطورة التي يمكن أن تهدد حياتهم، فقد يعاني المصابين به من بعض المشكلات الصحية، أبرزها:
- الصداع.
- ضيق التنفس.
- نزيف الأنف المستمر.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
1. ارتفاع ضغط الدم الأولي (الأساسي)
لا يوجد سبب محدد لهذا النوع من ارتفاع ضغط الدم، فهو يتطور تدريجيًا خلال عدة سنوات، ويعتبر النوع الأكثر شيوعًا في غالبية الحالات.
2. ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يظهر هذا النوع فجأة ودون مقدمات، وتكون معدلاته أعلى من ارتفاع ضغط الدم الأولي، ويرتبط بالإصابة ببعض الأمراض، وأبرزها ما يلي:
- انسداد الأنف أثناء النوم.
- الإصابة بأمراض الكلى.
- أورام الغدة الكظرية.
- مشكلات الغدة الدرقية.
- وجود عيب خلقي في القلب والأوعية الدموية.
- تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل وعلاج نزلات البرد واحتقان الحلق، ومسكنات الألم.
- تعاطي بععض الأدوية المخدرة، مثل الكوكايين والأمفيتامينات.
عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم
1. السن
يرتفع ضغط الدم عادًة عند كبار السن فوق 64 عامًا للرجال، والنساء فوق سن 65 عامًا، نتيجة التقدم في العمر، وأعراض الشيخوخة.
2. زيادة الوزن والسمنة
يحتاج الجسم إلى الأكسجين اللازم للخلايا والأنسجة، وعند زيادة الوزن، فإن الدم يتدفق بكمية كبيرة في الاوعية والشرايين، ومن ثم يحدث ارتفاع ضغط الدم.
3-التاريخ العائلي
يعد ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الوراثية التي تنتقل بين الاقارب.
4- الإفراط في تناول الملح
يسبب تناول الأطعمة المملحة ارتفاع ضغط الدم، وذلك نتيجة ارتفاع معدلات الصوديوم في الجسم، والذي يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، ما يساهم في ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير.
5-التدخين
تؤدي منتجات التبغ إلى ضيق الشرايين الموجودة في الجسم، وبالتالي يحدث ارتفاع في ضغط الدم.
6- نقص البوتاسيوم
يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، لأنه يعمل خلق توازن مع الصوديوم في الجسم، ما يقي من عملية احتباس السوائل ويعمل على ضبط ضغط الدم.
7- التوتر
في بعض الأحيان، يسبب الشعور بالتوتر والقلق سواء بسبب التعرض لمشكلات في العمل أو غيرها ارتفاع ضغط الدم بشكل مؤقت.
8- الإصابة بأمراض السكري والكلي
يزيد مرض السكري بنوعيه الأول والثاني وأمراض الكلى من احتمالية الإصابة بارتفاع في ضغط الدم.
9- تسمم الحمل
من الممكن أن تؤدي إصابة النساء بتسمم الحمل إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير، ما يمكن أن يؤثر على صحة الأم والجنين على حد سواء، ويستلزم مراجعة الطبيب المختص على الفور.
ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
في بعض الأحيان، يصيب ارتفاع ضغط الدم الأطفال، وذلك بسبب معاناة الطفل من مشكلات في القلب أو الكلى أو قلة ممارسة التمارين الرياضية أو اتباع نظام غذائي سيء، وفي هذه الحالة، يجب التوجه لعيادة الطبيب المختص للفحص والمتابعة.
ارتفاع ضغط الدم عند الحامل
هناك أنواع مختلفة لارتفاع ضغط الدم عند الحامل، أبرزها:
1. ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
يحدث هذا النوع من ارتفاع الضغط بعد مرور 20 أسبوعًا من الحمل، وعادة ما يكون بسبب الإصابة بتسمم الحمل، لزيادة البروتين في البول، والذي ينتج عنه مرض زلال الحمل.
2. ارتفاع ضغط الدم المزمن
يشير هذا النوع إلى إصابة المرأة بارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو قبل مرور 20 أسبوعًا على الحمل.
3. ارتفاع ضغط الدم المزمن مع تسمم الحمل
يتعرض الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن قبل الحمل، للإصابة بتسمم الحمل، بسبب زيادة البروتين في البول أو مضاعفات إضافية مع تقدم الحمل.
مخاطر ارتفاع ضغط الدم عند الحوامل
قلة تدفق الدم إلى المشيمة
إذا لم يصل إلى المشيمة ما يكفي من الدم، فربما لا يحصل الجنين على الكمية التي يحتاجها من الأكسجين والعناصر الغذائية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى بطء نموه أو انخفاض الوزن عند الولادة أو الولادة المبكرة.
انفصال المشيمة
يسبب ارتفاع ضغط الدم انفصال المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة، وحدوث نزيف حاد يهدد الحامل والجنين.
تقييد النمو داخل الرحم
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى بطء أوانخفاض نمو الجنين بسبب عدم وصول دم وأكسجين كافي له.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
النوبة القلبية والسكتات الدماغية
يسبب ارتفاع ضغط الدم تصلب الشرايين، ما ينتج عنه الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية.
تمدد الأوعية الدموية
أحيانًا يحدث عند ارتفاع ضغط الدم تمدد في الأوعية الدموية وانتفاخها وتمزقها.
فشل القلب
عند ارتفاع ضغط الدم، يضخ القلب الدم بقوة في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى زيادة تضخم البطين الأيسر، ويزداد المجهود الذي يبذله القلب بشكل أكبر، ومن ثم يحدث فشل القلب.
متلازمة التمثيل الغذائي
تشير هذه المتلازمة إلى مجموعة من الاضطرابات في معدل التمثيل الغذائي بالجسم، وتسبب زيادة حجم الخصر وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وانخفاض الكوليسترول الجيد وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الأنسولين، ما ينتج عنه الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
الخرف ومشكلات في الذاكرة
يسبب ارتفاع ضغط الدم إلى عدم القدرة على التفكير والتذكر والانتباه، كذلك فإن الشرايين الضيقة أو المسدودة نتيجة ارتفاع ضغط الدم، تقلل من تدفق الدم إلى المخ، ما ينتج عنه الإصابة بمرض الخرف الوعائي.
كيفية قياس ضغط الدم
تعد وحدة قياس الضعط هي ملم زئبقي. ويظهر على جهاز القياس رقمان:
- الرقم العلوي (الضغط الانقباضي) يقيس الضغط في الشرايين أثناء نبض القلب.
- الرقم السفلي (الضغط الانبساطي) يقيس الضغط في الشرايين بين النبضات.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم
1. ضغط الدم الطبيعي
يكون ضغط الدم طبيعيًا إذا كانت نسبته 120/80 ملم زئبقي.
2. ارتفاع ضغط الدم الطفيف
يعاني المريض من ارتفاع طفيف في ضغط الدم عندما يكون الضغط الانقباضي بين 120 -129 ملم زئبقي والانبساطي أقل من 80 ملم زئبقي.
3. ارتفاع ضغط الدم من المرحلة الأولى
يكون ارتفاع ضغط الدم في مرحلته الأولى،عندما يتراوح الضغط الانقباضي بين 130 -139 ملم زئبقي، والضغط الانبساطي بين 80 -89 ملم زئبقي.
4. ارتفاع ضغط الدم من المرحلة الثانية
يزداد معدل ارتفاع الضغط في هذه المرحلة، حيث يكون الضغط الانقباضي 140 ملم زئبقي فأكثر ، والضغط الانبساطي 90 ملم زئبقي فأكثر.
5. فرط ارتفاع ضغط الدم
يعد قياس ضغط الدم الأعلى من 180/120 ملم زئبقيًا أمرًا خطيرًا يتطلب الذهاب فورًا إلى الطبيب أو المستشفى، خاصة عند ظهور الأعراض التالية:
- الشعور بألم في الصدر.
- عدم وضوح الرؤية ومشكلات في النظر.
- صعوبة في التنفس.
- ظهور أعراض السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
علاج ارتفاع ضغط الدم
مدرات البول
تساعد مدرات البول على تخلص الكلى من الصوديوم والماء الزائد في الجسم، ما يساعد على علاج ارتفاع الضغط والوقاية منه، وأبرزها: كلورثاليدون، وهيدروكلوروثيازيد ميكروزايد.
مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين
تعمل هذه الأدوية، مثل ليسينوبريل (Prinivil -Zestril)، وبينازبريل (Lotensin)، وكابتوبريل وغيرها، على استرخاء الأوعية الدموية في الجسم.
حاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين
تساعد هذه الأدوية على استرخاء الأوعية الدموية، لأنها تمنع عمل المادة الكيميائية الطبيعية التي تضيق الأوعية الدموية، وليس منع تكونها، مثل كانديسارتان (أتاكاند)، وأيوسارتان (كوزار).
حاصرات قنوات الكالسيوم
تساعد هذه الأدوية على استرخاء الأوعية الدموية وإبطاء سرعة دقات القلب، ومفعولها أفضل من مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين وحدها، وخاصة عند كبار السن، وتشمل أملوديبين (Norvasc)، وديلتيازيم (Cardizem، وTiazac).
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
يوصي الأطباء بعدة نصائح يجب اتباعها للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، أهمها:
- اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب.
- التقليل من تناول ملح الطعام.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- فقدان الوزن، وتحديدًا عند الاشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
- الامتناع عن شرب الكحوليات.
- الإقلاع عن التدخين.
- قياس الضغط باستمرار للكشف المبكر.
المصدر: Mayo Clinic– Health Line
مناقشة حول هذا المقال