أملاح المرارة تعد من المكونات المهمة والأساسية التي يتم إفرازها بالجسم بشكل تلقائي، وتقوم بالعديد من المهام الحيوية الضرورية، وفي حال وجود خلل في نسبتها سواء بالزيادة أو النقصان، فإن ذلك يسبب ظهور بعض الأعراض التي يمكن أن تتفاقم حال عدم علاجها.
ما هي أملاح المرارة؟
تُعرف أيضًا باسم الأملاح الصفراوية (bile salts)، لأنها المكون الأساسي للصفراء، وهي السائل الذي يفرزه الكبد ويتم تخزينه في المرارة.
وتفيد هذه الأملاح في عملية هضم الدهون في الجسم، كما تعمل على تحسين امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل فيتامين A و D و E و K.
كيف تتكون أملاح المرارة؟
قال الدكتور إسماعيل مطر، استشاري أمراض الباطنة والكلى، إن خلايا الكبد تفرز أملاح المرارة المشتقة من مادة الكوليسترول، وعند تفاعل حمض ما مع مادة قلوية، ينتج عن هذا التفاعل بعض المكونات، أهمها:
- الكوليسترول.
- الماء.
- أحماض الصفراء.
- البيليروبين.
وأوضح مطر، أن الكوليسترول يعتبر من المكونات الأساسية في تلك الأملاح، ويفرزه الكبد، ثم ينزل عن طريق المرارة، وفي حالة وجود انسداد في القنوات المرارية، تتكون وتتجمع مسببة حصوات المرارة.
وظائف أملاح المرارة في الجسم
وتقدم هذه الأملاح للجسم العديد من الفوائد الصحية المهمة، ومن بينها ما يلي:
- تحسن عملية الهضم من خلال تكسير الدهون.
- التخلص من السموم الموجودة في الجسم عن طريق البراز.
- تحسين عملية امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون.
ويعتبر البيليروبين الموجود في مكونات هذه الأملاح، هو العنصر المسؤول عن لون البراز والوظائف الأخرى في الجسم.
وتُخزن الأملاح الصفراوية التي يتم إفرازها بالكبد في المرارة، وذلك في فترة الراحة بين وجبات الطعام، مما يعني أن الدهون التي يتم تناولها تتواجد في الجهاز الهضمي.
ويعتبر هذا النوع من الأملاح مفيدًا للجسم إذا كانت مستويات الكوليسترول طبيعية، أي ليس بها أي ارتفاع أو انخفاض، ومن ثم يتم هضم الطعام بشكل أفضل، لأن أملاح المرارة تنزل من المرارة إلى الاثنى عشر، مما يحسن عملية الهضم فيها، فلا يتم الهضم في المعدة فقط، بل في الإثنى عشر أيضًا.
فوائد أملاح المرارة
1. الوقاية من المغص
تساعد هذه الأملاح على تكسير الدهون التي يتم تخزينها في الأمعاء أو المرارة، إلى جانب الدهون الموجودة في الأطعمة صعبة الهضم، ما يقي من التعرض للمغص والتقلصات.
2. علاج الغازات والروائح الكريهة
من المعروف أن مشكلات الانتفاخ والغازت تسبب رائحة كريهة، وذلك بسبب عدم إفراز هذه الأملاح المهمة بكميات كافية في الجسم، والتي تعمل على تنظيم عملية الهضم وعدم التعرض لمشكلة الغازات عن طريق التبرز والتبول بشكل طبيعي.
3. الوقاية من الإسهال
يعد الإسهال أحد مضاعفات نقص هذه الأملاح المهمة، لأن عدم امتصاص الأحماض الدهنية التي يتم تناولها يؤدي إلى انتقالها للقولون، ما ينتج عنه الإصابة بالإسهال.
4. الحفاظ على الوزن المثالي
ليس دائمًا فقدان الوزن من الأمور الجيدة، لأن عدم تكون تلك الأملاح أو نقصها يؤدي إلى عدم حصول الجسم على التغذية التي يحتاجها من الكبد والدهون الموجودة في الخلايا والعضلات، وبالتالي يحدث خسارة مفاجئة في الوزن والشعور بالضعف.
5. تخفيف مشكلات الأمعاء
تعتبر العصارة الصفراوية وأملاح المرارة مفيدة للهضم، لأن وظيفتها تتلخص في إزالة الفضلات والسموم من الجسم، ولذلك فإن نقص الأملاح يتسبب في عدم انتظام حركة الأمعاء وتغير لون البراز.
اقرأ أيضًا: ما علاقة المرارة بالقولون؟
أعراض نقص أملاح المرارة
يسبب نقصها صعوبة امتصاص وعدم ذوبان الفيتامينات والأحماض الدهنية التي يتم تناولها، وبالتالي تنتقل إلى القولون، مسببة بعض المضاعفات التي قد تتطلب أحيانًا استئصال المرارة، وتظهر الأعراض على هيئة:
- الإسهال,
- الغازات، وعادة ما تكون ذات رائحة كريهة.
- الانتفاخ.
- تقلصات المعدة.
- عدم انتظام حركة الأمعاء.
- فقدان الوزن.
- شحوب لون البراز.
أسباب نقص وارتفاع أملاح المرارة
يشير نقصها إلى وجود مشكلة في الهضم والقولون العصبي، وينتج عنها انتفاخ القولون وألم في البطن، كما يمكن أن يدل على وجود دهون شديدة أو مشكلة وأمراض معينة في الكبد، لأنه لا يفرز هذه الأملاح، وتشمل هذه الأمراض ما يلي:
- التهاب الكبد الوبائي سي.
- فيروس B (التهاب الكبد الوبائي).
وبالنسبة لارتفاع نسبتها في الجسم، فإنه يحدث بسبب الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون، مثل: المقليات واللحوم المليئة بالدهون والأطعمة الدسمة واستخدام الزيوت الغنية بالكوليسترول.
تشخيص نقص و ارتفاع أملاح المرارة
أوضح استشاري الباطنة والكلى، أن تشخيص نقص أو ارتفاع هذا النوع من الأملاح، يتم من خلال الطرق التالية:
- الفحص الطبي عند الطبيب.
- الموجات فوق الصوتية (السونار)، لأنها تظهر حصوات المرارة.. لمعرفة المزيد عن استخدامات السونار اضغط هنا
- بعض تحاليل الدم، مثل: مستويات الكوليسترول في الدم ومستوى الدهون الثلاثية في الدم.
- تحليل وظائف الكبد.
علاج نقص وارتفاع أملاح المرارة
- يمكن للأشخاص الذين يعانون من نقص أملاح المرارة تجربة تناول مكملات الأملاح الصفراوية، للتقليل من الأعراض.
- يعد الماء ضروريًا للحفاظ على رطوبة الجسم، ويجب تناول كمية وفيرة منه، لأن الصفراء تتكون من الماء بنسبة تصل إلى 85 % تقريبًا.
- يفيد الإكثار من تناول البنجر الأشخاص الذين يعانون من نقص تلك الأملاح المهمة، لاحتوائه على البيتين، وهي مادة قوية لإزالة السموم من الكبد.
- في حال وجود نقص في هذه الأملاح، يتم علاج مشكلات أو أمراض الكبد، التي تسبب الخمول، لأنها المصدر الرئيسي لإفراز الأملاح والكوليسترول.
وفي حال ارتفاع معدلات تلك الأملاح، فإن العلاج يختلف، ويتضمن ما يلي:
- يصف الطبيب المختص بعض الأدوية المعروفة لتقليل نسبة الكوليسترول في الدم.
- تجنب تناول بعض الأطعمة، مثل تلك التي تحتوي على الدهون كاللحم المليء بالدهون والزيوت، ماعدا الزيوت الخالية من الكوليسترول والمقليات والأطعمة الحارة.
مضاعفات نقص أملاح المرارة
تزداد فرص تكوين حصوات في الكلى والمرارة، في حالة عدم علاج نقصها الذي عادة ما يحدث بسبب إما مرض كرون أو متلازمة القولون العصبي.
وتسبب حصوات المرارة ضيق في عنق المرارة، ويمكن علاجها من خلال الأدوية، ولكن في حال تأثيرها على القنوات المرارية والإثنى عشر، يتم التدخل الجراحي.
وتسبب وجود حصوة أو حصوات في المرارة الشعور بمغص شديد في الجانب الأيمن من الجسم، ويكون مركز الألم تحديدًا، تحت الكبد وفوق المرارة مباشرة.
المصدر: Only my health- Health line
مناقشة حول هذا المقال