نزول نزيف الورم الليفي مع الدورة الشهرية أمرًا مثيرًا للقلق، حيث تتعرض بعض السيدات لطول فترة الدورة الشهرية عن الأيام الطبيعية المعتادة.
وعادة ما تتراوح مدة الدورة الشهرية بين 5-7 أيام على الأكثر، ونزول الدم بعد تلك الأيام يعتبر نزيف قد يدل على الإصابة بورم ليفي في الرحم، فمتى يستوجب الأمر زيارة الطبيب؟
قالت الدكتورة سحر عبدالعال حامد، استشاري أمراض النساء والتوليد واستشاري الإرشاد الأسري وإدارة المستشفيات، إن الدورة الشهرية تنزل على السيدات بسبب نشاط الهرمونات التي تؤدي إلى نزول الدم من بطانة الرحم كل شهر.
وأضافت حامد، أنه عند إصابة المرأة بالورم الليفي قد يتسبب أحيانًا في حدوث نزيف، والذي يأتي عادة بعد الدورة الشهرية مؤكدة أن هناك أنواع أخرى من الورم لا تسبب ألم أو نزيف وهي الأورام الليفية الحميدة.
أعراض الورم الليفي عند النساء
وأشارت حامد إلى احتمالية وجود الورم الليفي عند بعض النساء أحيانًا دون أن يشعرن به طوال حياتهم، فحوالي ثلث السيدات لديهم أورام ليفية ولا يعرفون، لأنه قد لا يسبب ظهور أي أعراض حسب مكانه وحجمه.
وأفادت استشاري أمراض النساء والتوليد، أن الورم إذا كان حجمه كبيرًا، يتسبب في الضغط على عضو من أعضاء الجسم ويتم اكتشاف هذا الورم بالسونار، مسببًا الأعراض التالية:
- ألم في جانبي الجسم.
- نزيف متكرر بعد انتهاء الدورة الشهرية.
- صعوبة التبرز.
- انتفاخ البطن أحيانًا.
- تكرار عدد مرات التبول، نتيجة ضغط الورم الليفي على المثانة.
- آلام في الحوض.
وهناك أعراض أخرى للأورام الليفية يمكن أن تظهر على النساء أيضًا، وتشمل ما يلي:
- الإصابة بالأنيميا، نتيجة فقدان كمية كبيرة من الدم.
- آلام وتشنجات في البطن.
- ألم عند ممارسة العلاقة الحميمة.
- زيادة حجم البطن.
- العقم.
- الإجهاض المتكرر.
- نزول نزيف بين فترات الدورة الشهرية.
أسباب حدوث الورم الليفي في الرحم
يحدث الورم الليفي بسبب زيادة نشاط هرمون الاستروجين عند بعض السيدات، وينتج عنه سماكة بطانة الرحم، ما يزيد من فرصة الإصابة بتكوين الأورام الليفية.
وهناك عائلات يتنشر بها مرض الورم الليفي بين أفرادها، فيكون تلك الأشخاص لديهم استعداد لتكون الورم الليفي، بسبب وجود اضطراب في الهرمونات.
ويحدث النزيف بعد الدورة الشهرية عندما يستمر لأكثر من 8 أيام، ويوجد بعض النظريات التي توضح العلاقة بين الأورام الليفية والنزيف بعد الدورة الشهرية، ومنها:
- يمكن أن تضغط الأورام الليفية على بطانة الرحم، مما قد ينتج عنه نزول نزيف أكثر من الطبيعي.
- لا ينقبض الرحم بشكل طبيعي، وبالتالي لا يستطيع وقف النزيف.
- من الممكن أن تنشط الأورام الليفية نمو الأوعية الدموية، مما يؤدي لنزول الدورة الشهرية بكمية كبيرة أو عدم انتظامها ونزول نزيف بين كل دورة شهرية.
- يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات هرمون البروستاجلاندين في حدوث نزيف حاد.
ونزيف الدورة الشهرية المتعلق بالورم الليفي يعتمد على بعض العوامل وأهمها:
- مكان الأورام الليفية.
- انقباض وتقلص الرحم.
- هرمون البروستاجلاندينات.
- وجود تشوه في بطانة الرحم.
اقرأ أيضًا: نزول إفرازات بنية قبل الدورة بـ5 أيام – متى تزور الطبيب؟
أسباب أخرى لنزيف الدورة الشهرية
هناك أسباب أخرى تؤدي لنزيف أو غزارة دم الحيض، أهما ما يلي:
- الأورام الحميدة.
- العضال الغدي.
- عدم انتظام فترات التبويض.
- أمراض تخثر الدم، مثل مرض فون ويلبراند
- تناول بعض الأدوية، مثل أدوية السيولة ومنها الأسبرين.
- اللولب.
- بطانة الرحم.
- سرطان الرحم أو سرطان عنق الرحم.
- التهاب الحوض.
- الحمل خارج الرحم.
- الإجهاض.
- مشكلات الغدة الدرقية.
- أمراض الكبد.
- مرض في الكلى.
طرق تشخيص الورم الليفي
وأوضحت حامد، أنه يتم تشخيص الورم الليفي من خلال زيارة واحدة لطبيب النساء والتوليد، عندما تخبر المرأة الطبيب بأنها تعاني من نزيف متكرر بعد الدورة الشهرية.
يقوم الطبيب بالكشف على الرحم باستخدام أشعة السونار، التي تظهر فورًا وجود الورم الليفي.
يفحص الطبيب الحوض للتأكد أن سبب النزيف وجود أورام ليفية في الرحم أم لا، وعند وجود أورام ليفية، يتم إجراء بعض الفحوصات مثل:
- الكشف بالسونار.
- تصوير الحوض بأشعة الرنين المغناطيسي.
- السؤال عن التاريخ المرضي للمريضة وللعائلة.
- طلب إجراء تحاليل دم.
متى يكون الورم الليفي خطير؟
يصبح الورم الليفي أحيانًا حميدًا وحجمه صغيرًا ولا يضغط على أي عضو في الجسم، وفي بعض الأحيان، يكون خطير في حال حدوث ما يلي:
- نزيف ولا يستجيب للعلاج، مما يعرض المرأة لبعض المضاعفات مثل فقر الدم.
- زيادة حجم الورم الليفي مع الوقت.
- ليس ثابت في مكانه، فيتحول حينها إلى ورم ليفي خبيث.
- ضغط الورم الليفي على الأعضاء الأخرى في الجسم.
لا يحتاج الورم الليفي الحميد دائمًا للعلاج او الاستئصال في الحالات التالية:
- عندما يكون ثابت في مكانه.
- لايسبب الورم الليفي أي أعراض مؤلمة.
- استجابة النزيف للعلاج بالأدوية.
- لا يتسبب النزيف في منع حدوث الحمل أو الإجهاض المتكرر.
يقوم الأطباء في هذه الحالة بمراقبة الورم الليفي فقط كل فترة للإطمئنان من عدم زيادة حجمه أو تغير مكانه.
يتوقف العلاج والاستئصال حسب حجمه ومكانه وسن المريضة، فالمرأة عندما تصل لسن انقطاع الطمث، يكون هذا الوقت آمن، لأنه الهرمون الذي يتغذي عليه الورم مرتبط بالدورة الشهرية، فحينما تنقطع الدورة الشهرية، تاثيره وأهميته تقل، وفقًا لاستشاري النساء والتوليد.
متى يجب زيارة الطبيب؟
نصحت استشاري النساء والتوليد، بضرورة الذهاب لطبيب النساء والتوليد عند الشك في وجود ورم ليفي، للفحص بالسونار ومتابعة حجم الورم وثباته.
- كبر حجم البطن عندما يكون الورم في الرحم من الخلف.
- ألم في البطن.
- آلام في جانب واحد من الجسم أو أحد الجانبين.
- إمساك مزمن دون وجود مشكلات في الجهاز الهضمي.
- صعوبة التحكم في البول.
- نزول الدورةالشهرية لمدة 10 أيام وأكثر بدلًا من 5 أو 7 أيام.
- نزيف بعد انتهاء الدورة الشهرية.
- نزول دم الحيض بكميات كبيرة.
- تأخر الحمل.
- انتشار الأورام في العائلة.
يجب على الاشخاص الذين لديهن تاريخ عائلي مرضي مثل الأم والأخت سواء في أي مكان في الجسم، الخضوع للكشف المبكر والفحص الجيد بالسونار عند طبيب النساء والتوليد.
علاج نزيف الدورة الشهرية بسبب الأورام الليفية
تسبب غزارة ونزيف الدورة الشهرية الناتج عن الورم الليفي في الإصابة بالأنيميا، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض، مثل الصداع وسرعة ضربات القلب والتعب، والأرق بالإضافة إلى تساقط الشعر، مما يزيد من خطر الحاجة لنقل دم أو العلاج بالحديد في المحاليل من خلال الوريد.
وهناك بعض طرق العلاج لهذا النزيف، أبرزها:
- تناول حبوب منع الحمل.
- تركيب اللولب الهرموني.
- استخدام الحقن الهرمونية.
- تناول الأدوية الفموية الهرمونية أو غير الهرمونية.
- التدخل الجراحي لاستئصال الأورام الليفية.
- استئصال الرحم.
ويختار الطبيب طريقة العلاج المناسبة، وفقًا لعوامل محددة، منها السن والرغبة في الحمل وحجم الورم الليفي وموقعه.
مناقشة حول هذا المقال