تعاني بعض الحوامل من آلام في الظهر، ويختلف توقيتها ومكانها في كل فترة، فأحيانًا يحدث هذا الألم في بداية الحمل وأحيانًا أخرى في الثلث الأخير منه، فما أسبابه ومتى يكون خطيرًا؟
كيف يكون ألم الظهر في بداية الحمل؟
قال الدكتور باهي عبدالحميد زكي، استشاري تأخر الحمل والحقن المجهري وأمراض النساء والتوليد، إن بعض الحوامل تشعر بألم في أسفل الظهر فوق المؤخرة في بداية الحمل، وذلك بسبب تمدد عضلة الرحم بكيس الحمل، مما يؤدي إلى شد في الأربطة الحاملة للرحم ويضغط على الظهر مسببًا الألم.
هل يوجد علاقة بين ألم أسفل الظهر ونوع الجنين؟
أكد عبدالحميد، أنه لا يوجد علاقة بين الألم أسفل الظهر ونوع الجنين، كما يعتقد البعض، موضحًا أنه عند الشعور بهذا الألم في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، يكون السبب هو زيادة وزن كيس الحمل والمياه حول الجنين، مما يسبب ضغط على فقرات العمود الفقري أسفل الظهر.
عوامل خطر حدوث ألم الظهر للحامل
أشار عبدالحميد، إلى وجود بعض العوامل التي تزيد من خطر الشعور بألم في الظهر أثناء الحمل، وأبرزها ما يلي:
- الوزن الزائد.
- المجهود التي تبذله الحامل في المنزل والعمل.
- وجود مشكلات صحية في الظهر أو عوامل وراثية متعلقة بهذه الآلام قبل حدوث الحمل.
متى يكون ألم أسفل الظهر خطر للحامل؟
شدد عبدالحميد، على ضرورة توجه الحامل إلى المستشفى أو زيارة الطبيب إذا شعرت بألم شديد ولا يحتمل في أسفل الظهر في الثلث الأخير من الحمل ويصاحبه الشعور بألم وشد في البطن، يذهب ويأتي بين الفترة والأخرى، موضحًا أنه سيكون علامة على الولادة المبكرة.
اقرأ أيضًا: ألم أسفل الظهر فوق المؤخرة عند النساء – متى يصبح خطرًا؟
علاج ألم الظهر عند الحامل
يتم علاج ألم الظهر عند الحامل من خلال الطرق التالية، وفقًا لـ”عبدالحميد”:
- العلاج الطبيعي.
- الأدوية المسكنة.
- الدهانات الموضعية.
- ممارسة التمارين الرياضية مثل السباحة.
وتشعر المرأة بتحسن في هذه الألم وعادة ما تزول نهائيًّا بعد الولادة، بحسب “عبدالحميد”.
طرق أخرى لعلاج ألام الظهر عند الحامل
تشمل طرق تخفيف آلام الظهر أثناء الحمل ما يلي:
- ممارسة تمارين شد أسفل الظهر بانتظام.
- وضع وسادة بين الساقين وتحت البطن والنوم على إحدى الجانبين.
- استخدام كمادات دافئة لإرخاء العضلات المشدودة وتقليل الالتهاب.
- الجلوس أو الوقوف في وضع مستقيم.
- ارتداء حزام مخصص للأمهات لسند البطن والظهر.
- استخدام وسادة ووضعها أسفل الظهر أثناء الجلوس.
- القيام بجلسة تدليك قبل الولادة للمساعدة في إرخاء العضلات المشدودة وتخفيف التوتر.
- ممارسة اليوجا والـتأمل قبل الولادة لتقليل التوتر.
- أخذ قسط كاف من النوم.
طرق الوقاية من ألم أسفل الظهر عند الحوامل
ونصح استشاري أمراض النساء والتوليد، الحوامل باتباع طرق الوقاية من آلام الظهر أثناء تلك الفترة، ومنها:
- ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي لمدة نصف ساعة يوميًا.
- السباحة لمدة ٣٠ دقيقة أسبوعيًا ويمكن المشي في الماء إذا لم تجيد الأم السباحة.
- الحفاظ على الوزن المناسب قبل وأثناء الحمل.
متى يجب زيارة الطبيب؟
أوضح موقع “Medical News Today”، أنه يجب على الحوامل، اللواتي يعانين من آلام الظهر أثناء الحمل الاتصال بطبيب النساء والتوليد في حالة ظهور الأعراض التالية:
- ألم شديد وحاد.
- استمرار الألم لأكثر من أسبوعين.
- تقلصات منتظمة ويتضاعف الألم تدريجياً.
- عدم القدرة والشعور بألم أثناء التبول.
- الشعور بالوخز في الأطراف.
- حدوث نزيف مهبلي.
- نزول إفرازات من المهبل.
- ارتفاع درجة الحرارة.
اقرأ أيضًا: ألم أسفل الظهر فوق المؤخرة – 6 أسباب وطرق العلاج
أسباب ألم الظهر عند الحامل
تختلف أنواع وأسباب ألم الظهر عند الحامل باختلاف الفترة في الحمل، كما يلي:
أسباب ألم الظهر في الثلث الأول من الحمل
1. تغير الهرمونات
ترتفع مستويات هرمون البروجسترون في الجسم أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ما يؤدي إلى ارتخاء الأربطة والعضلات القريبة من منطقة الحوض، مما يؤثر على المفاصل.
ويوجد هرمون آخر يطلق عليه الأطباء هرمون الريلاكسين، فهو يعمل على التصاق البويضة في جدار الرحم، بالإضافة إلى أنه يمنع حدوث الانقباضات في المراحل الأولى من الحمل، ومع اقتراب الولادة، يساعد هرمون الريلاكسين على فتح عنق الرحم من خلال ارتخاء الأربطة والمفاصل في الحوض.
ويؤثر هرمون الريلاكسين على الأربطة الموجودة في العمود الفقري، وقد يكون السبب في حدوث آلام أسفل الظهر.
2. التوتر
يؤثر التوتر على الحالة المزاجية أو النفسية للشخص أو الحالة النفسية، بالإضافة إلى أنه يتسبب في حدوث أعراض جسدية، أهمها:
- التعب أو الإعياء.
- الصداع.
- آلام العضلات.
أسباب ألم الظهر في الثلث الثاني والثالث من الحمل
يتوسع حجم الرحم مع نمو الجنين بسرعة أثناء الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، ويحدث بعض التغيرات في الجسم، تسبب آلام الظهر كما يلي:
1. الإمالة للخلف
قد تميل بعض النساء الحوامل للخلف لإعادة توازن الجسم، مع زيادة وزن الطفل ونموه، وتسبب هذه الإمالة في الضغط على العضلات، مما ينتج عنه تيبس العضلات وحدوث آلام الظهر.
2. زيادة الوزن
تسبب زيادة وزن المرأة أثناء الحمل في حدوث آلام أسفل الظهر والمفاصل، وعلى الصحة العامة والطفل، ولذلك توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن تكتسب النساء الأوزان التالية بحسب وزن كل منهن، وذلك للحوامل في جنين واحد:
- في حالة الوزن المنخفض تتراوح نسبة الزيادة المناسبة من 13- 18 كيلوجرامًا.
- الوزن الصحي يكون من 5 – 16 كيلوجرامًا.
- في حالة زيادة الوزن 11 – 16 كيلوجرامَا.
- حالات السمنة 5-9 كيلوجرام.
3. انفصال العضلات
تتكون البطن من عضلات موجودة بشكل متوازي في منتصف البطن، وتساعد هذه العضلات على ثبات على العمود الفقري وتقوية الظهر، ويدفع الجنين أثناء نموه هذه العضلات، مما يتسبب في تمددها وتباعدها، ويؤدي إلى حدوث ما يسمى بانفراق المستقيم.
وتصاب بعض الحوامل في الثلث الثاني والثالث من الحمل بانتفاخ المعدة، مما يزيد من ترهل عضلات البطن، مما يضعفها ويزيد من خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر أو في منطقة الحوض.
مناقشة حول هذا المقال