تُعد جرثومة المعدة أو Helicobacter pylori من أكثر أنواع العدوى انتشارًا في العالم، وهي تصيب بطانة المعدة وتُسبب التهابًا مزمنًا قد يؤدي إلى زيادة حموضة المعدة وظهور العديد من الأعراض المزعجة. هذه الجرثومة لا تقتصر آثارها على الجهاز الهضمي فقط، بل قد تمتد لتؤثر على رائحة الفم وطعم الحموضة في الفم، ما يجعل كثيرين يربطون بين مشاكل المعدة ومشاكل الفم دون إدراك السبب الحقيقي.
العلاقة بين جرثومة المعدة والحموضة
عندما تصيب جرثومة المعدة الغشاء المبطن للمعدة، فإنها تُضعف دفاعاته الطبيعية، مما يسمح بزيادة تأثير الحمض الهضمي على الجدار الداخلي. هذا الضعف يؤدي إلى:
زيادة إفراز الحمض المعدي كرد فعل التهابي من الجسم.
إبطاء حركة المعدة وتأخير تفريغها من الطعام، مما يزيد من الشعور بالحموضة والانتفاخ.
ارتفاع احتمالية الارتجاع المريئي، وهو السبب الرئيسي لصعود الحمض إلى الحلق والفم.
تهيج بطانة المعدة الذي يسبب ألمًا وحرقة بعد الأكل مباشرة.
اختلال في توازن البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي، مما يزيد التهيج والغازات.
كل هذه العوامل تجعل الشخص يشعر بحرقة شديدة في الصدر أو الحلق، وطعم حامض أو مرّ في الفم، وهي أعراض يخلط كثيرون بينها وبين مشكلات الأسنان أو اللثة.
اقرأ أيضًا: هل القهوة تؤثر على جرثومة المعدة؟
كيف تؤثر الحموضة على الفم؟
عندما يحدث ارتجاع حمضي متكرر، يصل جزء من حمض المعدة إلى الفم عبر المريء، ما يؤدي إلى:
ظهور طعم حامض أو معدني في الفم خاصة عند الاستيقاظ.
رائحة فم كريهة مزمنة لا تختفي حتى بعد تنظيف الأسنان.
تآكل مينا الأسنان نتيجة تعرضها المستمر للأحماض.
التهاب الحلق وبحة الصوت بسبب تأثير الحمض على الأحبال الصوتية.
إحساس دائم بجفاف الفم وصعوبة في البلع أحيانًا.
هذه الأعراض تُعرف باسم حموضة الفم الناتجة عن جرثومة المعدة، وغالبًا تتحسن بعد علاج الجرثومة والسيطرة على الحموضة.
اقرأ المزيد: جرثومة المعدة – كل ما يهمك معرفته
التشخيص والعلاج
يبدأ التشخيص عادةً بفحوصات مثل:
اختبار تنفس اليوريا للكشف عن وجود جرثومة المعدة بدقة.
تحليل البراز أو الدم لتحديد الأجسام المضادة أو نشاط البكتيريا.
المنظار الهضمي في الحالات المزمنة لتقييم حالة المعدة والقرح المحتملة.
أما العلاج فيعتمد على ما يُعرف بـ العلاج الثلاثي أو الرباعي، ويتضمن:
مضادين حيويين لقتل البكتيريا.
دواء مثبط لمضخة البروتون لتقليل إفراز الحمض.
مكمل بروبيوتيك لدعم البكتيريا النافعة في الأمعاء.
من المهم أيضًا اتباع نمط حياة صحي، مثل:
تجنب الأطعمة الدهنية والحارة.
التقليل من القهوة والمشروبات الغازية.
تناول وجبات صغيرة ومتكررة.
عدم الاستلقاء بعد الأكل مباشرة.
الاهتمام بنظافة الفم والأسنان واستخدام غسول مطهر.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يُنصح بزيارة الطبيب إذا ظهرت أعراض مثل:
طعم حموضة دائم في الفم.
ألم أو حرقة في المعدة بعد الأكل.
رائحة فم قوية غير مبررة.
فقدان الوزن أو شهية الأكل.
إن جرثومة المعدة والحموضة هما وجهان لعملة واحدة، وغالبًا ما تكون حموضة الفم نتيجة طبيعية لارتجاع الحمض الناتج عن وجود الجرثومة. التعامل المبكر مع العدوى والعناية الجيدة بالمعدة والفم يساعدان على تجنب المضاعفات ويحافظان على صحة الجهاز الهضمي بالكامل.
مناقشة حول هذا المقال