التهاب القزحية واحد من أمراض العيون، التي تكون خطيرة في حالة عدم علاجها سريعًا وتشخيصها بشكل جيد، وتتعدد أسباب وأعراض الإصابة فكيف يمكن اكتشافها؟
ما هي القزحية؟
قال الدكتور طارق مأمون، أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب جامعة عين شمس، إن القزحية تعد عضو داخلي مهم في العين، وتتكون من أنسجة متعددة.
وأضاف مأمون، أن القزحية هي المسؤولة عن لون العين، الذي يختلف من شخص لآخر سواء البني أو الأخضر أو العسلي أو الأزرق.
أسباب التهاب القزحية
وأوضح أستاذ طب وجراحة العيون، أنه قد يحدث التهابات في قزحية العين، نتيجة لأسباب متعددة، وأهمها ما يلي:
1. أمراض المناعة
تعتبر الأمراض المناعية من أهم أسباب التهاب القزحية وأمراض المناعة، مثل الأمراض الروماتزمية في المفاصل، والتي يحدث فيها مهاجمة الجهاز المناعي للمفاصل.
وقد يصل الالتهاب لقزحية العين، والتي يصاب بها كلًا من الكبار والأطفال.
وهناك أيضًا أمراض مناعية تهاجم القولون والأمعاء، وينتج عنها أحيانًا التهابات القزحية، فمن الطبيعي أن يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الأجسام الغريبة والميكروبات الخارجية.
وفي حال حدوث الاضطراب المناعي يهاجهم جهاز المناعي أعضاء الجسم، ولا يدافع عنها رغم اعتبارها مهمته الأساسية.
2. العدوى
ينتج عن هذه الحالة بعض الأمراض المعدية مثل الفيروسية، كفيروس الهربس والسل، والطفيلية، مثل الطفيليات الموجودة في القطط، التي تنتقل للأشخاص الذين يقومون بتربيتها وتنظيف الرمل الخاص بهم.
ومن الممكن أن يسبب تناول اللحوم المصنعة وغير المطهية مثل اللانشون والبسطرمة، انتقال جرثومة معينة تؤدي إلى التهاب القزحية.
3. إصابات العين
التعرض لإصابة في العين، نتيجة حادث سيارة أو إصابة العمال الذين لا يرتدون نظارة العين وعدم استخدام وسائل الحماية اللازمة، قد ينتج عنها دخول رذاذ وشظايا في العين، مثل الحديد والمسامير وأشياء أخرى، تؤدي لمضاعفات خطيرة، من ضمنها التهاب القزحية، وقد تصل إلى فقدان النظر.
أعراض التهاب القزحية
تتسبب هذه الحالة ظهور بعض الأعراض على المرضى، والتي تكون على هيئة:
- احمرار في العين.
- نزول دموع بطريقة زائدة من العين.
- عدم القدرة على فتح العين في الإضاءات القوية.
- قلة وضعف النظر تدريجيًا.
اقرأ أيضًا: احمرار العين.. الأسباب والعلاج
تشخيص التهاب القزحية
يجب الذهاب فورًا إلى طبيب العيون المختص للكشف السريع عند ظهور الأعراض السابقة، ويقوم بتشخيص الحالة من خلال فحص العين وطلب أشعة وتحاليل.
وقد يلجأ طبيب العيون لاستشارة طبيب متخصص في أمراض المناعة والروماتيزم، لأن هذا المرض له علاقة شديدة بالمناعة، بحسب مأمون.
علاج التهاب القزحية
عادة ما يتم علاج هذه الحالة بالأدوية على هيئة أقراص وحقن وقطرات للعين، إلى جانب الأدوية المضادة للفطريات أو الطفيليات أو مضادة للفيروسات، بحسب سبب الالتهاب.
وفي حال كان سبب الالتهاب هو اضطراب الجهاز المناعي وليس العدوى، توصف أدوية تهدئ الجهاز المناعي، مثل أدوية الكورتيزون.
مدة علاج التهاب القزحية
تختلف مدة العلاج بحسب السبب المؤدي للالتهاب، فربما يزول الالتهاب بسرعة ويستجيب فورًا للعلاج تحت إشراف الطبيب.
أما في الحالات الشديدة مثل أمراض المناعة قد يستمر الالتهاب والعلاج عدة سنوات، وقد يضطر المريض لتناول الدواء مدى الحياة.
مضاعفات التهاب القزحية
أشار أستاذ طب وجراحة العيون، إلى أنه قد يحدث بعض المضاعفات في حالة عدم الكشف السريع على العين وتناول العلاج المناسب، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- ارتفاع ضغط العين.
- تكوين مياه بيضاء على العين.
- تلف العصب البصري.
- فقدان النظر.
طرق الوقاية من التهاب القزحية
نصح مأمون، باتباع طرق الوقاية لحماية العين من الأمراض والعدوى، التي تسبب التهاب القزحية، وأبرزها:
- يجب مراعاة قواعد النظافة، مثل غسل اليد جيدًا قبل ملامسة العين.
- ارتداء قفازات ورميها بعد الاستخدام في بعض الأعمال، لعدم التقاط العدوى، خاصة عند التعامل مع الحيوانات كالقطط.
- تجنب تناول الأطعمة غير المطهوة جيدًا، والمصنعة مثل البسطرمة واللانشون.
- ارتداء الأشخاص الحرفيين والعمال نظارات العين، للوقاية من الإصابات التي قد تحدث في أي وقت.
- يجب على مرضى المناعة تناول الأدوية العلاجية المخصصة لهم في أوقاتها وعدم إهمالها، فهي أصبحت متوفرة الآن على نفقة الدولة، وحتى الأدوية غالية الثمن، تقوم الدولة بتوفيرها.
- عدم الإهمال والـتأخير في زيارة طبيب العيون، في حالة ظهور أعراض مؤلمة أو غريبة في العين، تجنبًا لحدوث مضاعفات خطيرة، التي قد تصل لفقدان النظر.
مناقشة حول هذا المقال