تعد أعراض جلطة القلب من العلامات الواضحة التي تدل على وجود مشكلة صحية يمكن أن تؤثر على المريض حال عدم علاجها مسببة مضاعفات خطيرة قد تمتد لفترة طويلة.
ويجب الانتباه قدر الإمكان إلى أعراض جلطة القلب في وقت مبكر لسرعة تلقي العلاج اللازم على يد الطبيب المختص، مع الحرص على اتباع إجراءات الوقاية منها.
هل ستتعرض للنوبة القلبية في المستقبل؟ اختبر نفسك من هنا
ما هي جلطة القلب؟
تحدث جلطة القلب أو النوبة القلبية عند حدوث نقص في إمداد الدم لجزء من عضلة القلب، ما ينتج عنه انسداد في الشرايين، وظهور بعض الأعراض المزعجة التي تحتاج إلى سرعة اكتشافها والتوجه للطوارئ على الفور.
أعراض جلطة القلب
تختلف أعراض جلطة القلب حسب مدة وترتيب ظهور علامات الإصابة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تستمر أعراض جلطة القلب عدة أيام أو تأتي وتختفي فجأة، وتتضمن ما يلي:
- ألم شديد وضيق في الصدر.
- ألم في الذراعين أو الرقبة أو الفك أو الظهر.
- الشعور بحموضة شديدة في المعدة.
- عسر الهضم.
- الغثيان والقيء.
- التعرق الشديد.
- ضيق التنفس.
- الشعور بالدوخة.
- الكحة أحيانًا، نتيجة تراكم السوائل في الرئتين.
ويمكن أن تتطور أعراض جلطة القلب لتصبح أكثر خطورة، ويحدث:
- نقص تأكسد الدم، أي انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
- الوذمة الرئوية، حيث تراكم السوائل في الرئتين وحولهما.
- الصدمة القلبية، لا يستطيع القلب في هذه الحالة إمداد ما يكفي من الدم لبقية أعضاء وأجهزة الجسم.
هل النغزات علامة على الإصابة بجلطة القلب؟
من جانب آخر، قال الدكتور محمد صابر، استشاري ومدرس أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية الطب جامعة عين شمس، لموقع “يا طبيب”، إن النغزات التي ترتبط بوجود مشكلة في القلب، عادة ما يكون مركز الألم المصاحب لها في منتصف الصدر، ثم ينتقل إلى الناحية اليسرى، مضيفًا أنه يزداد حدة وقوة مع المجهود البدني، وفي هذا الحالة يجب التوجه للطبيب فورًا.
وأضاف صابر، أنه لا داعي للقلق، لأن أغلب النغزات التي يشكو منها الشخص ناحية اليسار لا ترتبط بالقلب، والدليل زيادة الشعور بالألم والوخز عند أخذ نفس عميق أو تحريك الذراع، مرجعًا السبب ورائها إلى التعرض لأحد المشكلات الأخرى، وهي إما التهاب في عضلات الصدر أو في الغشاء المبطن للقلب أو الرئة.
وأشار استشاري ومدرس أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية الطب جامعة عين شمس، إلى ضرورة إجراء الفحوصات مثل عمل رسم قلب وموجات صوتية في حال الشعور بنغزات في القلب.
أسباب جلطة القلب
تتعدد أسباب الإصابة بالجلطات القلبية حسب كل حالة، ويعد انسداد أحد الشرايين القريبة من القلب أكثرها شيوعًا، ويحدث نتيجة تجمع اللويحات المكونة من الكوليسترول وغيرها من المواد الأخرى في الشرايين، ومن ثم يحدث ضيق الشرايين وصعوبة تدفق الدم إلى القلب.
أسباب أقل شيوعًا
- تعاطي المخدرات مثل مخدر الكوكايين، الذي يتسبب في تضيق الأوعية الدموية.
- انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، والتعرض للإصابة باللتسمم بأول أكسيد الكربون.
عوامل الخطر لجلطة القلب
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية، منها:
- التقدم في العمر.
- النوع، حيث يعد الذكور أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالنساء.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول.
- ارتفاع ضغط الدم.
- السمنة.
- مرض السكري.
- تناول كميات كبيرة من السكريات والأملاح والأطعمة الغنية بالدهون.
- جينات وراثية.
- التدخين.
- الإفراط في تناول الكحول.
- التوتر.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
مضاعفات جلطات القلب
يعاني بعض الأشخاص من مضاعفات صحية بعد النوبة القلبية. اعتمادًا على مدى شدة المشكلة، وتشمل هذه المضاعفات:
- الاكتئاب، وهو أمر شائع بعد الإصابة بنوبة قلبية ، ويمكن أن علاجه عن طريق جلسات الدعم والمتابعة مع الطبيب النفسي.
- عدم انتظام ضربات القلب، حيث ينبض إما بسرعة كبيرة أو ببطء شديد.
- الإصابة بالوذمة، أي تراكم السوائل مسببة انتفاخ في الكاحلين والساقين.
- تمدد الأوعية الدموية، حيث يتراكم النسيج الندبي على جدار القلب التالف، مما يؤدي إلى ترقق عضلة القلب وتمددها، وفي النهاية ربما يتكون كيس يسبب حدوث جلطات دموية.
- الذبحة الصدرية، نتيجة عدم وصول الأكسجين بشكل إلى القلب.
- فشل القلب، ويعني عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعال، ومن ثم الشعور بالإرهاق وصعوبة التنفس والإصابة بالوذمة.
- تمزق عضلة القلب، وعادة ما يحدث نتيجة تلف في الخلايا بسبب الإصابة بالجلطة.
هل فيروس كورونا يسبب جلطة القلب؟
أثبتت الاختبارات التصويرية والأشعة المقطعية، التي قام مرضى كورونا بإجراءها بعد التعافي من المرض، حدوث مضاعفات في القلب، حيث تبين أنهم أكثر عرضة لحدوث نوبات وجلطات قلبية وسكتات دماغية وتجلطات دموية صغيرة نتيجة انسداد الأوعية الدموية، إلى جانب فشل القلب.
تشخيص جلطة القلب
في حال الشعور بالأعراض السابقة، يُراعى التوجه لعيادة الطبيب المختص، والذي عادة ما يسأل المريض عن العلامات التي ظهرت عليه وعمره وحالته الصحية بشكل عام ووجود تاريخ عائلى مرضي، وفي حال التشكك، يطلب إجراء بعض الفحوصات، مثل:
- التصوير بالأشعة السينية والأشعة المقطعية وتخطيط صدى القلب.
- استخدام جهاز تخطيط القلب الكهربائي، لقياس النشاط الكهربائي في القلب.
- اختبارات الدم، والتي تؤكد الإصابة بالجلطة القلبية.
- قسطرة القلب، والتي تساعد الطبيب في فحص القلب من الداخل.
الإسعافات الأولية لعلاج جلطات القلب
يوجد بعض الإسعافات الأولية التي يجب فعلها مع الأشخاص المحيطين بالمصاب بشكل سريع لإنقاذه حتى وصول سيارة الإسعاف أو نقله إلى الطوارئ، وتشمل:
- الضغط باليدين المقفولتين بالأصابع على صدر المريض بقوة وبسرعة، بمعدل يصل إلى 100-120 ضغطة في الدقيقة.
- الاستمرار في الضغط، حتى يفوق المريض ويتنفس.
- عند وصول سيارة الإسعاف، يمكن استخدام جهاز مزيل الرجفان الخارجي التلقائي (AED)، الذي يقوم بصدمة، لإعادة تشغيل القلب.
علاج جلطة القلب
عند وصول المريض إلى المستشفى، يقوم الأطباء بالتعامل معه لإنقاذ الحالة في أسرع وقت ممكن، وذلك عن طريق:
- تناول بعض الأدوية، التي تعمل على إذابة الجلطات.
- يمكن استخدام طريقة التدخل التاجي عن طريق الجلد، وهي طريقة ميكانيكية لاستعادة تدفق الدم إلى الأنسجة التالفة.
- إجراء جراحة مجازة الشريان التاجي، التي تحول الدم حول المناطق التالفة من الشرايين لتحسين تدفق الدم.
التعافي والشفاء من جلطة القلب
تأخذ الجلطة أو النوبة القلبية وقت في الشفاء، وذلك على حسب سبب الإصابة وعمر المريض وبعض العوامل الأخرى، ويعمل فريق الرعاية الصحية على وضع خطة للمريض لاستعادة صحته ومنع حدوث نوبة قلبية أخرى، مع القيام بنشاط بدني يومي.
وتختلف الفترة التي بمكن للمريض فيها العودة إلى العمل أو قيادة السيارة بعد التعافي من النوبة القلبية حسب شدة المجهود التي يقوم به وحالته الصحية.
وبالنسبة لممارسة العلاقة الحميمة، فيمكن استئناف ذلك لدى الغالبية العظمى من الأشخاص الذين أصيبوا بجلطة القلب بعد 4-6 أسابيع من العلاج، لكن ربما تسبب أدوية الجلطات ضعف الانتصاب.
ومن الممكن أن يعاني العديد من الأشخاص من الاكتئاب أثناء التعافي من الجلطات القلبية، وبالتالي يجب المتابعة مع الطبيب المختص والمشاركة في جلسات الدعم النفسي.
طرق الوقاية من جلطات القلب
ينصح الأطباء بضرورة اتباع العديد من النصائح اليومية للوقاية من الإصابة بالجلطة القلبية، ومن بينها:
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب التدخين السلبي.
- تناول الأطعمة الصحية، وتشمل الخضروات والفواكه والبقوليات والأسماك.
- ممارسة التمارين الرياضية، مثل المشي وركوب الدراجات لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- ضبط مستويات السكر في الدم.
- التحكم في ضغط الدم وتجنب ارتفاعه قدر المستطاع.
- الابتعاد عن تناول الكحوليات.
- الحفاظ على وزن الجسم من الزيادة.
- تجنب الإجهاد والإرهاق الشديد.
- النوم عدد ساعات كافية ليلاً بشكل يومي.
- تفادي الضغط العصبي والتوتر.
- المتابعة الدورية مع الطبيب المختص في حال الإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون، مثل المقليات واللحم الأحمر.
- الحرص على تجنب ارتفاع الكوليسترول الضار LDL بالجسم.
- تجنب الخمول والجلوس وقت طويل والعمل في الورديات المسائية، واستبدال ذلك بالحركة والنشاط.
- استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي دواء، والانتباه إلى الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج عنه.
المصادر: Medical News Today
مناقشة حول هذا المقال